عنه ابن سعيد حين ذكر ملوك المدينة من ولد الحسين فقال وأحقهم بالذكر لجلالة قدره قاسم بن جماز بن قاسم بن مهنى ولاه المستضئ فأقام خمسا وعشرين سنة ومات سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة وولى ابنه سالم بن قاسم وكان شاعرا وهو الذي كانت بينه وبين أبى عزيز قتادة صاحب مكة وقعة المصارع ببدر سنة احدى وستمائة زحف أبو عزيز من مكة وحاصره بالمدينة واشتد في حصاره ثم ارتحل وجاء المدد إلى سالم من بني لام احدى بطون همذان فأدرك أبا عزيز ببدر واقتتلوا وهلك من الفريقين خلق وانهزم أبو عزيز إلى مكة وفى سنة احدى وستمائة جاء المعظم عيسى بن العادل فجدد المصانع والبرك وكان معه سالم بن قاسم أمير المدينة جاء يشكو من قتادة فرجع معه ومات في الطريق قبل وصوله إلى المدينة وولى بعده ابنه شيخة وكان سالم قد استخدم عسكرا من التركمان فمضى بهم جماز بن شيخة إلى قتادة وغلبه وفر إلى الينبع وتحصن بها وفى سنة سبع وأربعين قتل صاحب المدينة شيخة وولى ابنه عيسى ثم قبض عليه أخوه جماز سنة تسع وأربعين وملك مكانه قال ابن سعيد وفى سنة تسع وخمسين كان بالمدينة أبو الحسن ابن شيخة بن سالم وقال غيره كان بالمدينة سنة ثلاث وخمسين أبو مالك منيف بن شيخة ومات سنة سبع وخمسين وولى أخوه جماز وطال عمره ومات سنة أربع وسبعمائة وولى ابنه منصور ولحق أخوه مقبل بالشأم ووفد على بيبرس بمصر فأقطعه نصف أقطاع منصور ثم أقبل إلى المدينة على حين غفلة من أخيه منصور وبها ابنه أبو كبيشة فملكها عليه ولحق أبو كبيشة باحياء العرب ثم استجاشهم ورجع إلى المدينة سنة تسع فقتل عمه مقبلا وجاء منصور إلى محل امارته وكان لمقبل ابن اسمه ماجد فأقطع بعض اقطاع أبيه فأقام مع العرب يجلب على المدينة ويخالف منصورا عمه إليها متى خرج عنها ووقع بين منصور وبين قتادة صاحب الينبع حرب سنة احدى عشرة من أجله ثم جاء ماجد بن مقبل بالمدينة سنة سبع عشرة لقتال عمه منصور واستنجد منصور بالسلطان فبعث إليه العساكر وحاصر ماجد بن مقبل بالمدينة ثم قاتلهم وانهزم وبقي منصور على امارته وتوفى سنة خمس وعشرين وولى ابنه كبيش بن منصور على امارته وطالت أيامه ونازعه ودى ابن جماز وحاصره وولى بعده طفيل وقبض عليه طاز سنة احدى وخمسين وولى عطية ثم توفى عطية سنة ثلاث وثمانين وولى بعده طفيل وقبض عليه فامتنع وولى جماز بن هبة ابن جماز بن منصور وملوك الترك بمصر يختارون لولايتها من هذين البيتين لا يعدلون عنهما إلى سواهما وولايتها اليوم لجماز بن هبة بن جماز وابن عمه ابن محمد بن عطية ينازعه لما بينهما من المنازعة والمنافسة قديما وحديثا شأن العجليين في التثور وهما جميعا على مذهب الإمامية من الرافضة ويقولون بالأئمة الاثنى عشر
(١١٠)