باطنية ثم الإسماعيلية ثم النزارية لما حدث من عهد المستضئ العلوي لابنه نزار وقتله شيعتهم بمصر وليبايعوا له وكان عنده ابن الصباح من هؤلاء الإسماعيلية ونفى الإمامة بعده عن أئمتهم بمصر فسموا أصحابه لذلك نزارية وكان هذا المذهب بعد موت ذكرويه وانحلال عقدتهم بقي منبثا في الأقطار ويتناوله أهله ويدعون إليه ويكتمونه ولذلك سموا الباطنية وفشت أذيتهم بالامصار بما كانوا يعتقدونه من استباحة الدماء فكانوا يقاتلون الناس ويجتمع لذلك جموع منهم يكمنون في البيوت ويتوصلون إلى مقاصدهم من ذلك ثم عظمت أمورهم أيام السلطان ملك شاه عند ما استمر الملك للعجم من الديلم والسلجوقية وعقل الخلفاء وعجزوا عن النظر في تحصين إمامتهم وكف الغوائل عنها فانتشروا في هذه العصور وربما اجتمع منهم جماعة بساوة بأنحاء همذان فصلوا صلاة العيد بأنحائهم فحبسهم الشحنة ثم أطلقهم ثم استولوا بعد ذلك على الحصون والقلاع فأول قلعة غلبوا عليها قلعة عند فارس وكان صاحبها على مذهبهم فأووا إليه واجتمعوا عنده وصاروا يخطفون الناس من السابلة وعظم ضررهم بتلك النواحي ثم استولوا على قلعة أصفهان واسمها شاه دركان السلطان ملك شاه بناها وأنزل بها عامله فاتصل به أحمد بن غطاش كان أبوه من مقدمي الباطنية وعنه أخذ ابن الصباح وغيره منهم وكان أحمد هذا عظيما فيهم لمكان أبيه ورسوخه في العلم بينهم فعظموه لذلك وتوجوه وجمعوا له مالا وقدموه عليهم واتصل بصاحب القلعة فآثر مكانه وقلده الأمور حتى إذا توفى استولى أحمد بن غطاش على قلعة شاه در وأطلق أيدي أصحابه في نواحيها يخيفون السابلة من كل ناحية ثم استولوا على قلعة الموت من نواحي قزوين وهي من بنيان الديلم ومعنى هذا الاسم عندهم تميل العقاب ويقال لتلك الناحية طالقان وكانت في ضمان الجعفري فاستناب بها علويا وكان الري أبو مسلم صهر نظام الملك واتصل به الحسن بن الصباح وكان بينهم عالما بالتعاليم والنجوم والسحر وكان من جملة تلامذة ابن غطاش صاحب قلعة أصفهان ثم اتهمه أبو مسلم بجماعة من دعاة المصريين عنده فهرب منه وجال في البلاد وانتهى إلى مصر فأكرمه المستنصر وأمره بدعاء الناس إلى إمامته وقال له الحسن من الامام بعدك فأشار إلى ابنه نزار وعاد من مصر إلى الشأم والجزيرة وديار بكر وبلاد الروم ورجع إلى خراسان بقلعة الموت فنزل على العلوي فأكرمه واعتقد البركة فيه وأقام بها وهو يحاول احكام امره في تملكها فلما تم له من ذلك ما أراد أخرج العلوي منها وملكها واتصل الخبر بنظام الملك فبعث العسكر لحصارها فجهده الحصار وبعث جماعة من الباطنية فقتلوا نظام الملك ورجعت العساكر واستولوا أيضا على قلعة طبس وما جاورها من قلاع قوهستان وهي زرون
(٩٤)