في الهواشم وعظم ذكره فاقتتلوا سنة أربع وخمسين بعد موت شكر فهزم الهواشم بنى سليمان وطردوهم عن الحجاز فساروا إلى اليمن وكان لهم بها ملك كما يذكر واستقل بامارة مكة الأمير محمد بن جعفر وخطب للمستنصر العبيدي ثم ابتدأ الحاج من العراق سنة ست وخمسين بنظر السلطان البارسلان بن داود ملك السلجوقية حين استولى على بغداد والخلافة طلب منه القائم ذلك فبذل المال وأخذ رهائن العرب وحج بالناس أبو الغنائم نور الدين المهدى الزيني نقيب الطالبيين ثم جاور في السنة بعدها واستمال الأمير محمد بن جعفر عن طاعة العبيديين فخطب لبنى العباس سنة ثمان وخمسين وانقطعت ميرة مصر عن مكة فعذله أهله على ما فعل فرد الخطبة للعبيديين ثم خاطبه القائم وعاتبه وبذل له أموالا فخطب له سنة ثنتين وستين بالموسم فقط وكتب إلى المستنصر بمصر معتذرا ثم بعث القائم أبا الغنائم الزيني سنة ثلاث وستين أميرا على الركب العراقي ومعه عسكر ضخم ولأمير مكة من عند البارسلان ثلاثون دينارا وتوقيعا بعشرة آلاف دينار واجتمعوا بالموسم وخطب الأمير محمد بن جعفر وقال الحمد لله الذي هدانا إلى أهل بيته بالرأي المصيب وعوض بيته بلبسة الشباب بعد لبسة المشيب وأمال قلوبنا إلى الطاعة ومتابعة امام الجماعة فانحرف المستنصر عن الهواشم ومال إلى السليمانيين وكتب إلى علي بن محمد الصبيحي صاحب دعوتهم باليمن أن يعينهم على استرجاع ملكهم وينهض معهم إلى مكة فنهض وانتهى إلى المهجم وكان سعيد بن نجاح الأحول موثور بنى الصبيحي قد جاء من الهند ودخل صنعاء فثار بها واتبع الصبيحي في سبعين رجلا وهو في خمسة آلاف فبيته بالمهجم وقتله ثم جمع محمد بن جعفر أجنادا من الترك وزحف بها إلى المدينة فأخرج منها بنى حسن وملكها وجمع بين الحرمين ثم مات القائم العباسي وانقطع ما كان يصل إلى مكة فقطع محمد بن جعفر الخطبة للعباسيين ثم جاء الزيني من قابل بالأموال فأعادها ثم بعث المقتدى سنة سبعين منبرا إلى مكة صنيعا استجيد خشبه ونقش عليه بالذهب اسمه وبعث على الحاج ختلع التركي وهو أول تركي تأمر على الحاج وكان واليا بالكوفة وقهر العرب مع جماعته فبعثه المقتدى أميرا على الحاج فوقعت الفتنة بين الشيعة وأهل السنة وكسر المنبر وأحرق وتم الحج ثم عاودوا الفتنة سنة ثلاث وسبعين وقطعت الخطبة للمستنصر وأعيدت للمقتدى واتصلت امارة ختلع على الحاج وبعده خمار تكين إلى أن مات ملك شاه ووزيره نظام الملك فانقطعت الخطبة للعباسيين وبطل الحاج من العراق باختلاف السلجوقية وتغلب العرب وما المقتدى خليفة بغداد وبويع ابنه المستظهر ومات المستنصر خليفة مصر وبويع ابنه المستعلي؟؟ من امارته وهو الذي
(١٠٣)