عبيد الله باتصال امارته على الحاج ولما كانت سنة ست وخمسين وصل بركب العراق أبو أحمد الموسوي نقيب الطالبيين وهو والد الشريف الرضى ليحج بالناس ونهب بنو سليم حاج مصر وقتل أميرهم وفى سنة ست وخمسين حج بالناس أبو أحمد المذكور وخطب بمكة لبختيار بعد موت أبيه معز الدولة والخليفة يومئذ المطيع واتصل حج أبى أحمد بركب العراق وفى سنة ثلاث وخمسين خطب للقرمطي بمكة فلما قتل أحمد وقعت الفتنة بين أبى الحسن القرمطي وخلع طاعة العبيديين وخطب للمطيع وبعث إليه بالرايات السود ونهض إلى دمشق فقتل جعفر بن فلاح قائد العلويين وخطب للمطيع ثم وقعت الفتنة بين أبى الحسن وبين جعفر وحصلت بينهم دماء وبعث المعز العلوي من أصلح بينهم وجعل دية القتلى الفاضلة في مال المعز وهلك بمصر أبو الحسن فولى أخوه عيسى ثم ولى بعده أبو الفتوح الحسن بن جعفر سنة أربع وثمانين ثم جاءت عساكر عضد الدولة ففر الحسن بن جعفر إلى المدينة ولما مات العزيز بالرملة وعاد بنو أبى طاهر وبنو أحمد بن أبي سعيد إلى الفتنة فجاء من قبل الطائع أمير علوي إلى مكة وأقام له بها خطبة وفى سنة سبع وستين بعث العزيز من مصر باديس بن زيرى الصنهاجي وهو أخو بلكين صاحب إفريقية أميرا على الحاج فاستولى على الحرمين وأقام له الخطبة وشغل عضد الدولة في العراق بفتنة بختيار ابن عمه فبطل ركب العراق ثم عاد في السنة بعدها وخطب لعضد الدولة أبو أحمد الموسوي وانقطعت بعدها خطبة العباسيين عن مكة وعادت لخلفاء مصر العبيديين إلى حين من الدهر وعظم شأن أبى الفتوح واتصلت امارته في مكة وكتب إليه القادر سنة ست وتسعين في الاذن الحاج العراق فأجابه على أن الخطبة للحاكم صاحب مصر وبعث الحاكم إلى ابن جراح أمير طيئ باعتراضهم وكان على الحاج الشريف الرضى وأخوه المرتضى فلاطفهم ابن جراح وخلى سبيلهم على أن لا يعودوا ثم اعترض حاج العراق سنة أربع وتسعين الأصيغر الثعلبي عندما ملك الجزيرة فوعظه قارئان كانا في الركب ثم اعترضهم في السنة بعدها اعراب خفاجة ونهبوهم وسار في طلبهم علي بن يزيد أمير بنى أسد فأوقع بهم سنة ثنتين وأربعمائة ثم عادوا إلى مثل ذلك من السنة بعدها فعاد علي بن يزيد وأوقع بهم وسما له بذلك ذكر وكان سببا لملكه وملك قومه ثم كتب الحاكم سنة ثنتين وأربعين إلى عماله بالبراءة من أبى بكر وعمر ونكر ذلك أبو الفتوح أمير مكة وانتقض له وحمل الوزير أبو القاسم المغربي على طلب الامر لنفسه وكان الحاكم قتل أباه وأعمامه فخطب أبو الفتوح لنفسه وتلقب الراشد بالله وسار إلى مدينة الرملة لاستدعاء ابن الجراح أمير طيئ لمغاضبة بينه وبين الحاكم ثم سرب الحاكم أمواله في بني الجراح فانتقضوا على
(١٠١)