دولة بنى عقيل بالجزيرة وغلبهم عليها وعلى تلك البلاد أولياء الدولة السلجوقية فتحولوا عنها إلى البحرين مواطنهم الأولى ووجدوا بنى ثعلب قد أدركهم الهرم فغلبوا عليهم قال ابن سعيد سألت أهل البحرين حين لقيتهم بالمدينة النبوية سنة احدى وخمسين وستمائة عن البحرين فقالوا الملك فيها لبنى عامر بن عوف بن عامر بن عقيل وبنو ثعلب من جملة رعاياهم وبنو عصفور منهم أصحاب الأحساء (ولنذكر) هنا نبذة في التعريف بكاتب القرامطة وأمصار البحرين وعمان لما ان ذلك من توابع أخبارهم؟؟
(الكاتب) كان كاتبهم أبو الفتح الحسين محمود ويعرف بكشاجم كان من أعلام الشعراء وذكره الثعالبي في اليتيمة والجيصري في زهر الآداب وهو بغدادي المولد واشتهر بخدمة القرامطة فيما ذكره البيهقي وكتب لهم بعده ابنه أبو الفتح نصر ولقبه كشاجم مثل أبيه وكان كاتبا للأعصم (البحرين) إقليم يسمى باسم مدينته ويقال هجر باسم مدينة أخرى ومنه كانت حضرية فخر بها القرامطة وبنو الأحساء وصارت حاضرة وهذا الاقليم مسافة شهر على بحر فارس بين البصرة وعمان شرقيها بحر فارس وغربيها متصل باليمامة وشماليها البصرة وجنوبها بعمان كثيرة المياه ببطونها على القامة والقامتين كثيرة البقل والفواكه مفرطة الحر منهالة الكثبان يغلب الرمل عليهم في منازلهم وهي من الاقليم الثاني وبعضها في الثالث كانت في الجاهلية لعبد القيس وبكر بن وائل من ربيعة وملكها للفرس وعاملها من قبلهم المنذر بن ساوى التميمي ثم صارت رياستها صدر الاسلام لبنى الجارودي ولم يكن ولاة بنى العباس ينزلون هجر إلى أن ملكها أبو سعيد القرمطي بعد حصار ثلاث سنين واستباحها قتلا واحراقا وتخريبا ثم بنى أبو طاهر مدينة الأحساء وتوالت دولة القرامطة وغلب على البحرين بنو أبى الحسن بن ثعلب وبعدهم بنو عامر ابن عقيل قال ابن سعيد والملك الآن فيهم في بني عصفور (الأحساء) بناها أبو طاهر القرمطي في المائة الثالثة وسميت بذلك لما فيها من احساء المياه في الرمال ومراعي الإبل وكانت للقرامطة بها دولة وجالوا في أقطار الشأم والعراق ومصر والحجاز وملكوا الشأم وعمان (دارين) هي من بلاد البحرين ينسب إليها الطيب كما تنسب الرماح إلى الخط بجانبها فيقال مسك دارين والرماح الخطية (عمان) وهي من ممالك جزيرة العرب المشتملة على اليمن والحجاز والشحر وحضر موت وعمان وهي خامسها إقليم سلطاني منفرد على بحر فارس عن غربيه مسافة شهر شرقيها بحر فارس وجنوبيها بحر الهند وغربيها بلاد حضر موت وشماليها البحرين كثيرة