الأمان وقال له ان ورائي مائة ألف سيف فناظرني لعلنا نتفق ونتعاون ثم اختلفا وانصرف قرمط عنه وكان يسمى نفسه القائم بالحق وزعم بعض الناس أنه كان يرى رأى الأزارقة من الخوارج ثم زحف إليه أحمد بن محمد الطائي صاحب الكوفة في العساكر فأوقع بهم وفتك بهم وتتابعت العساكر في السواد في طلبهم وأبادوهم وفر هو إلى احياء العرب فلم يجبه أحد منهم فاختفى في القفر في جب بناه واتخذه لذلك وجعل عليه باب حديد واتخذ بجانبه تنورا سحرا ان أرهقه الطلب فلا يفطن له ولما اختفى في الجب بعث أولاده في كاب بن دبرة بأنهم من ولد إسماعيل الامام مستجيرون بهم ثم دعوا إلى دعوتهم أثناء ذلك وكانوا ثلاثة يحيى وحسين وعلى فلم يجبهم أحد إلى ذلك الا بنو القليص بن ضمضم بن علي بن جناب فبايعوا ليحيى على أنه يحيى بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل الامام وكنوه أبا القاسم ولقبوه الشيخ ثم حول اسمه وادعى أنه محمد بن عبد الله وأنه كان يكتم هذا الاسم وأن نامته التي يركبها مأمورة ومن تبعها منصور فزحف إليه سبك مولى المعتضد في العساكر فهزمها وقتل فسار إليه محمد بن أحمد الطائي في العساكر فانهزمت القرامطة وجئ ببعضهم أسيرا فاحتضره المعتضد وقال هل تزعمون أن روح الله وأنبيائه تحل فيكم فتعصمكم من الزلل وتوفقكم لصالح العمل فقال له يا هذا أرأيت لو حلت روح إبليس فما ينفعك فاترك ما لا يعنيك إلى ما يعنيك فقال له قل فيما يعنيني فقال له قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوكم العباس حي فلم يطلب هذا الامر ولا بايعه أحد ثم قبض أبو بكر واستخلف عمر وهو يرى العباس ولم يعهد إليه عمر ولا جعله من أهل الشورى وكانوا ستة وفيهم الأقرب والا بعد وهذا اجماع منهم على دفع جدك عنها فبماذا تستحقون أنتم الخلافة فأمر المعتضد به فعذب وخلعت عظامه ثم قطع مرتين ثم قتل ثم زحف القرامطة إلى دمشق وعليها طفج مولى ابن طولون سنة تسعين واستصرخ بابن سيده بمصر فجاءت العساكر لامداده فقاتلهم مرارا وقتل يحيى بن ذكرويه المسمى بالشيخ في خلق من أصحابه واجتمع فلهم على أخيه الحسين وتسمى أحمد أبا العباس وكانت في وجهه شامة يزعم أنها فلقب صاحب الشامة المهدى أمير المؤمنين وأتاه ابن عمه عيسى بن مهدي وهو عبد الله بن أحمد بن محمد بن إسماعيل الامام ولقبه المدثر وعهد إليه وزعم أنه المذكور في القرآن ولقب غلاما من أهله المطوق ثم دعا الناس فأجابه كثير من أهل البوادي وسار إلى دمشق فحاصرها حتى صالحوه على مال ودفعوه له ثم سار إلى حمص وحماة والمعرة وبعلبك فخطب له بها واستباحها جميعا ثم إلى سليمة وبها جماعة من بني هاشم فاستلحمهم حتى الصبيان بالمكاتب والبهائم ثم خرج المكتفى إليه وقدم عساكره
(٨٦)