ابن طاهر الوزان وكثر عيث الحاكم في أهل دولته وقتله إياهم مثل الجرجراي وقطعه أيديهم حتى أن كثيرا منهم كانوا يهربون من سطوته وآخرون يطلبون الأمان فيكتب لهم به السجلات وكان حاله مضطربا في الجور والعدل والإخافة والأمن والنسك والبدعة وأما ما يرمى به من الكفر وصدور السجلات باسقاط الصلوات فغير صحيح ولا يقوله ذو عقل ولو صدر من الحاكم بعض ذلك لقتل لوقته وأما مذهبه في الرافضة فمعروف ولقد كان مضطربا فيه مع ذلك فكان يأذن في صلاة التراويح ثم ينهى عنها وكان يرى بعلم النجوم ويؤثره وينقل عنه أنه منع النساء من التصرف في الأسواق ومنع من أكل الملوخيا ورفع إليه ان جماعة من الروافض تعرضوا لأهل السنة في التراويح بالرجم وفى الجنائز فكتب في ذلك سجلا قرئ على المنبر بمصر كان فيه أما بعد فان أمير المؤمنين يتلو عليكم آية من كتاب الله المبين لا اكراه في الدين الآية مضى أمس بما فيه وأتى اليوم بما يقتضيه معاشر المسلمين نحن الأئمة وأنتم الأمة ؟؟ من شهد الشهادتين؟؟ ولا يحل عروة بي اثنين تجمعها هذه الاخوة عصم الله بها من عصم وحرم لها ما حرم من كل محرم من دم ومال ومنكح الصلاح والأصلح بين الناس أصلح والفساد والا فساد من العباد يستقبح يطوى ما كان فيما مضى فلا ينشر ويعرض عما انقضى فلا يذكر ولا يقبل على ما مرو أدبر من اجراء الأمور على ما كانت عليه في الأيام الخالية أيام آبائنا الأئمة المهتدين سلام الله عليهم أجمعين مهديهم بالله وقائمهم بامر الله ومنصورهم بالله ومعزهم لدين الله وهو إذ ذاك بالمهدية والمنصورية وأحوال القيروان تجرى فيها ظاهرة غير خفية ليست بمستورة عنهم ولا مطوية يصوم الصائمون على حسابهم ويفطرون ولا يعارض أهل الرؤية فيما هم عليه صائمون ومفطرون صلاة الخمس للدين بها جاءهم فيها يصلون وصلاة الضحى وصلاة التراويح لا مانع لهم منها ولا هم عنها يدفعون يخمس في التكبير على الجنائز المخمسون ولا يمنع من التكبير عليها المربعون يؤذن بحي على خير العمل المؤذنون ولا يؤذى من بها لا يؤذنون لا يسب أحد من السلف ولا يحتسب على الواصف فيهم بما يوصف والخالف فيهم بما خلف لكل مسلم مجتهد في دينه اجتهاده والى الله ربه ميعاده عنده كتابه وعليه حسابه ليكن عباد الله على مثل هذا عملكم منذ اليوم لا يستعلى مسلم على مسلم بما اعتقده ولا يعترض معترض على صاحبه فيما اعتمده من جميع ما نصه أمير المؤمنين في سجله هذا وبعده قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم
(٦٠)