ملك الروم إلى حصن أفامية محاصر إلها وجهز برجوان العساكر مع جيش ابن الصمصامة فسار إلى عبد الله الحسين بن ناصر الدولة بن حمدون وأسطولا في البحر واستنجد القلاقة ملك الروم فأنجده بالمقاتلة في المراكب فظفر بهم أسطول المسلمين واضطرب أهل صور وملكها ابن حمدان وأسر القلاقة وبعث به إلى مصر فسلخ وصلب وسار جيش ابن الصمصامة إلى الفرج بن دغفل فهرب امامه ووصل إلى دمشق وتلقاه أهلها مذعنين وأحسن إليهم وسكنهم ورفع أيدي العدوان عنهم ثم سار إلى أفامية وصاف الروم عندها فانهزم أولا هو وأصحابه وثبت بشارة إخشيدي بن قرارة في خمس عشرة فارسا ووقف الدوقش ملك الروم على رابية في ولده وعدة من غلمانه ينظر فعل الروم في المسلمين فقصد كردى من مصاف الإخشيدي وبيده عصا من حديد يسمى الخشت وظنه الملك مستأمنا فلما دنا منه ضربه بالخشت فقتله وانهزم الروم وأتبعهم جيش ابن الصمصامة إلى أنطاكية يغنم ويسبي ويحرق ثم عاد مظفرا إلى دمشق فنزل بظاهرها ولم يدخل واستخلص رؤساء الاحداث واستحجبهم وأقيم له الطعام في كل يوم وأقام على ذلك برهة ثم أمر أصحابه إذا دخلوا للطعام أن يغلق باب الحجرة عليهم ويوضع السيف في سائرهم فقتل منهم ثلاثة آلاف ودخل دمشق وطاف بها وأحضر الاشراف فقتل رؤساء الاحداث بين أيديهم وبعث بهم إلى مصر وأمن الناس ثم إنه توفى وولى محمود بن جيش وبعث برجوان إلى سيل ملك الروم فصالحه لعشر سنين وبعث جيشا إلى برقة وطرابلس المغرب ففتحها وولى عليها يا نسا الصقلي ثم ثقل مكان برجوان على الحاكم فقتله سنة تسع وثمانين وكان خصيا أبيض وكان له وزير نصراني استوزره الحاكم من بعده ثم قتل الحسين بن عمار ثم الحسين بن جوهر القائد ثم جهز العساكر مع يارخنكين إلى حلب وقصد حسان بن فرج الطائي لما بلغ من عيثه وفساده فلما رحل من غزوه إلى عسقلان لقيه حسان وأبوه مفرج فانهزم وقتل ونهبت النواحي وكثرت جموع بنى الجراح وملكوا الرملة واستقدموا الشريف أبا الفتوح الحسن ابن جعفر أمير مكة فبايعوه بالخلافة ثم استمالهما الحاكم ورغبهما فرداه إلى مكة وراجعا طاعة الحاكم وراجع هو كذلك وخطب له بمكة ثم جهز الحاكم العساكر إلى الشأم مع علي بن جعفر بن فلاح وقصد الرملة فانهزم حسان بن مفرج وقومه وغلبهم على تلك البلاد واستولى على أموالهم وذخائرهم وأخذ ما كان لهم من الحصون بجبل السراة ووصل إلى دمشق في شوال سنة تسعين فملكها واستولى عليها وأقام مفرج وابنه حسان شر بدين بالقفر نحوا من سنتين ثم هلك مفرج وبعث حسان ابنه إلى الحاكم فأمنه وأقطعه ثم وفد عليه بمصر فأكرمه ووصله
(٥٧)