الحمام فلم يقبل وولى الامر بعده ابنه معد ولقب المعز لدين الله فاستقام أمره وخرج لجبل أوراس سنة ثنتين وأربعين وجالت فيه عساكره واستأمن إليه بنو كملان ومليلة من هوارة ودخلوا في طاعته فأمنهم وأحسن إليهم واستأمن إليه محمد بن خزر بعد قتل أخيه معبد فأمنه ورجع إلى القيروان وترك مولاه قيصر في العساكر وعقد له على باغاية فدوخ البلاد وأحسن إلى الناس وألف من كان شاردا من البربر ورجع بهم إلى القيروان فأكرمهم المعزو وصلهم ثم وفد بعدهم محمد بن خزر أمير مغراوة فلقاه مبرة وتكريما وأقام عنده بالقيروان إلى أن هلك سنة ثمان وأربعين واستقدم المعز زيرى ابن مناد سنة ثلاث وأربعين أمير صنهاجة فقدم من استير فأجزل صلته ورده إلى عمله وبعث إلى الحسين بن علي عامل صقلية سنة أربع وأربعين أن يخرجه بأسطوله إلى ساحل المرية من بلاد الأندلس فعاث فيه وغنم وسبى ورجع فأخرج الناصر صاحب الأندلس أسطوله إلى سواحل إفريقية مع غالب مولاه فمنعتهم العساكر وأقلعوا ثم عاودوا سنة خمس وأربعين في سبعين مركبا فأحرقوا مرسى الخزر وعاثوا في جهت سوسة ثم في نواحي طبرنة ورجعوا واستقام أمر المعز في بلاد إفريقية والمغرب واتسعت إيالته وكانت أعماله من ايفكان خلف تاهرت بثلاثة مراحل إلى زناتة التي دون مصر وعلى تاهرت وايفكان يعلى بن محمد اليفرنى وعلى أشير وأعمالها زيرى بن مناد الصنهاجي وعلى المسيلة وأعمالها جعفر بن علي الأندلسي وعلى باغاية وأعمالها قيصر الصقلي وكان على فاس أحمد بن بكر بن أبي سهل الجذامي وعلى سلجماسة محمد بن واسول المكناسي ثم بلغه سنة سبع وأربعين ان يعلى بن محمد اليفرنى داخل الأموية من وراء البحر وان أهل المغرب الأقصى نقضوا طاعة الشيعة فأغزى جوهرا الصقلي الكاتب إلى المغرب بالعساكر وكان على وزارته وخرج معه جعفر بن علي صاحب المسيلة وزيري ابن مناد صاحب أشير وتلقاهم يعلى بن محمد صاحب المغرب الأوسط ولما ارتحل عن ايفكان وقعت هيعة في أصحاب صيلة وقيل له ان بنى يعرب أوقعوها فتقبض على يعلى وناشته سيوف كتامة لحينه وخرب ايفكان وأسر ابنه يدو بن يعلى وتمادوا إلى فاس ثم تجاوز وها إلى سلجماسة فأخذها وتقبض على الشاكر لله محمد بن الفتح الذي تلقب بأمير المؤمنين من بني واسول وولى ابن المعتز من بني عمه مكانه ودوخ المغرب إلى البحر ثم رجع إلى فاس وحاصرها وواليها يومئذ أحمد بن بكر بن أبي سهل الجذامي وقاتلها مدة فامتنعت عليه وجاءته هدايا الأمراء الادكرينة من السوس ثم رحل إلى سلجماسة وبها محمد بن واكول من مكناسة وقد تلقب بأمير المؤمنين الشاكر لله وضرب السكة باسمه تقدست عزة الله فلما سمع بجوهر هرب ثم أخد أسير أو جيئ به إلى جوهر وسار عن
(٤٦)