ست عشرة وثلثمائة فكثر اتباعه ولما مات المهدى خرج بناحية جبل أو رأس وركب الحمار وتلقب بشيخ المؤمنين ودعا للناصر صاحب الأندلس من بني أمية فاتبعه أمم من البربر وزحف إليه عامل باغاية فلقيه في جموع البربر وهزمه وزحف إلى باغاية فحاصرها ثم انهزم عنها وكتب إلى بنى واسى من قبائل زناتة بضواحي قسنطينة يأمرهم بحصارها فحاصروها سنة ثلاث وثلاثين ثم فتح تبسة صلحا ومجانة كذلك وأهدى له رجل من أهل مرماجنة حمارا أشهب فكان يركبه وبه لقب وكان يلبس جبة صوف قصيرة ضيقة الكمين وكان عسكر الكتاميين على الاربس فانفضوا وملكها أبو يزيد وأحرقها ونهبها وقتل في الجامع من لجأ إليه وبعث عسكرا إلى سبيبة ففتحها وقتل عاملها وبلغ الخبر إلى القاسم فقال لابد أن يبلغ المصلى من المهدية ثم جهز العساكر وبعثها إلى رقادة والقيروان وبعث خادمه ميسورا الخصى لحربه وبعث عسكرا مع خادمه بشرى إلى باجة فنهض إليه أبو يزيد وهزمه إلى تونس ودخل أبو يزيد باجة فنهبها وأحرقها وقتل الأطفال وسبى النساء واجتمع إليه قبائل البربر واتخذ الأبنية والبيوت وآلات الحرب وبعث إليه بشرى عسكرا من تونس وبعث أبو يزيد للقائهم عسكرا آخر فانهزم أصحاب أبي يزيد وظفر أصحاب بشرى ثم ثار أهل تونس ببشرى فهرب فاستأمنوا لابي يزيد فأمنهم وولى عليهم وسار إلى القيروان وبعث القائم خديمه بشرى للقائه وأمره أن يبعث من يتجسس عن أخباره فبعث طائفة وبعث أبو يزيد طائفة أخرى فانهزم عسكر أبى يزيد وقتل منهم أربعة آلاف وجئ بأسراهم إلى المهدية فقتلوا فسار أبو يزيد إلى قتال الكتاميين فهزم طلائعهم وأتبعهم إلى القيروان ونزل على رقادة في مائتي ألف مقاتل وعاملها يومئذ خليل بن إسحاق وهو ينتظر وصول ميسور بالعساكر ثم ضايقه أبو يزيد وأغراه الناس بالخروج فخرج وهزمه أبو يزيد فمضى إلى القيروان ودخل أبو يزيد رقادة فعاث فيها وبعث أيوب الزويلى في عسكر إلى القيروان فملكها في صفر سنة ثلاث وثلاثين ونهبها وأمن خليلا فقلته أبو يزيد وخرج إليه شيوخ أهل القيروان فأمنهم ورفع النهب عنهم وزحف ميسور إلى أبي يزيد وكان معه أبو كملان فكاتبوا أبا يزيد وداخلوه في الغدر بميسور وكتب إليه القائم بذلك فحذرهم فطردهم عنه ولحقوا بأبي يزيد وساروا معه إلى ميسور فانهزم ميسور وقتله بنو كملان وجاؤا برأسه فأطافه بالقيروان وبعث بالبشرى إلى البلاد وبلغت هزيمة ميسور إلى القائم بالمهدية فاستعد للحصار وأمر يحفر الخنادق وأقام أبو يزيد سبعين يوما في مخيم ميسور وبث السرايا في كل ناحية يغنمون ويعودون وأرسل سرية إلى سوسة ففتحوها عنوة واستباحوها وخرب عمران إفريقية من سائر الضواحي ولحق
(٤١)