فلهم بالقيروان حفاة عراة ومات أكثرهم جوعا وعطشا ثم بعث القائم إلى رؤساء كتامة والقبائل والى زيرى بن مناد ملك صنهاجة بالمسير إلى المهدية فتأهبوا لذلك وسمع أبو يزيد بخبرهم فنزل على خمسة فراسخ من المهدية وبث السرايا في جهاتها وسمع كتامة بافتراق عسكره في الغارة فخرجوا لبياته آخر جمادى الأولى وكان ابنه فضل قد جاء بالمدد من القيروان فبعثه للقاء كتامة وركب في اثرهم ولقى أصحابه منهزمين ولما رآه الكتاميون انهزموا بغير قتال وأتبعهم أبو يزيد إلى باب المهدية ورجع ثم جاء بعد أيام لقتالهم فوقف على الخندق المحدث وعليه جماعة من العبيد فقاتلهم ساعة وهزمهم وجاوز السور إلى البحر ووصل المصلى على رمية سهم من البلد والبربر يقاتلون من الجانب الاخر ثم حمل الكتاميون عليهم فهزموهم وبلغ ذلك أبا يزيد وسمع بوصول زيرى بن مناد فاعتزم أن يمر بباب المهدية ويأتي زيرى وكتامة من ورائهم فقاتلوا أهل الارباض ومالوا عليه لما عرفوه ليقتلوه وتخاص بعد الجهد ووصل إلى منزله فوجدهم يقاتلون العبيد كما تركهم فقوى أصحابه وانهزم العبيد ثم رحل وتأخر قليلا وحفر على معسكره خندقا واجتمع عليه خلق عظيم من البربر ونفوسة والزاب وأقاصي المغرب وضيق على أهل المرية ثم زحف إليها آخر جمادى فقاتلها وتورط في قتالها يومه ذلك ثم خلص وكتب إلى عامل القيروان ان يبعث إليه مقاتلتها فجاؤوا وزحف بهم آخر رجب فانهزم وقتل من أصحابه ثم زحف الزحف الرابع آخر شوال ولم يظفر ورجع إلى معسكره واشتد الحصار على أهل المهدية حتى أكلوا الميتات والدواب وافترق أهلها في النواحي ولم يبق بها الا الجند وفتح القائم أهراء الزرع التي أعدها المهدى وفرقها فيهم ثم اجتمعت كتامة وعسكروا بقسنطينة فبعث إليهم أبو يزيد بعثا من وربجومة وغيرهم فهزموا كتامة ووافت أبا يزيد حشود البربر من كل ناحية وأحاط بسوسة وضيق عليها ثم انتقض البربر عليه بما كان منه من المجاهرة بالمحرمات والمنافسة بينهم فانفضوا عنه ورجع إلى القيروان سنة أربع وثلاثين وغنم أهل المهدية معسكره وكثر عبث البربر في أمصار إفريقية وضواحيها وثار أهل القيروان بهم وراجعوا طاعة القائم وجاء علي بن حمدون من المسيلة بالعساكر فبيته أيوب بن أبي يزيد وهزمه وسار إلى تونس وجاءت عساكر القائم فواقعوه مرات وانهزم إلى القيروان في ربيع سنة أربع وثلاثين فبعث أيوب ثانية لقتال علي بن حمدون ببلطة وكانت حروبه معه سجالا إلى أن اقتحم عليه البلد بمداخلة بعض أهلها ولحق ابن حمدون ببلاد كتامة واجتمعت قبائل كتامة ونفزة ومزاتة وعسكروا بقسنطينة وبعث ابن حمدون العساكر إلى هوارة فأوقعوا بهم وجاءهم مدد أبى يزيد فلم يغن عنهم وملك بن حمدون مدينة يتجست وباغاية ثم زحف أبو يزيد إلى
(٤٢)