أبا عبد الله الشيعي بعد مهلك أبى خوال الذي كان مضايقا لهم اجتمعت إليه سائر كتامة وزحف إلى سطيف فحاصرها مدة وكان بها علي بن جعفر بن عسكوجة صاحبها وأخوه أبو حبيب فملكها وكان بها أيضا داود بن جاثة من كبار لهيعة لحق بها فيمن لحق من وجوه كتامة فقام بها من بعد على وأخيه واستأمن أهل سطيف فأمنهم أبو عبد الله ودخلها فهدمها وجهز زيادة الله العساكر إلى كتامة مع قريبه إبراهيم بن حشيش وكانوا أربعين ألفا فانتهى إلى قسنطينة فأقام بها وهم متحصنون بجبلهم ثم زحف إليهم وواقعهم عند مدينة يلزمة فانهزم إلى باغاية ولحق بالقيروان وكتب الشيعي بالفتح إلى المهدى مع رجال من كتامة أخفوا أنفسهم حتى وصلوا إليه وعرفوه بالخبر ثم زحف الشيعي إلى طبنة فحاصرها وقتل فتح بن يحيى المساكتى ثم افتتحها على الأمان ثم زحف إلى يلزمة فملكها عنوة وجهز زيادة الله العساكر مع هارون الطبنى عامل باغاية فانتهوا إلى مدينة ازمول وكانوا في طاعة الشيعي فهدمها هارون وقتل أهلها وزحف إليه عروبة بن يوسف من أصحاب الشيعي فهزمه وقتله ثم فتح الشيعي مدينة يتجبت كلها على يد يوسف الغساني ولحق عسكرها بالقيروان وشاع عن الشيعي وفاؤه بالأمان فأمنه الناس وكثر الارجاف بزيادة الله فجهز العساكر وأزاح العلل وأنفق ما في خزائنه وذخائره وخرج بنفسه سنة خمس وتسعين ونزل الاريس ثم حاد عن اللقاء وأشار عليه أصحابه بالرجوع إلى القيروان ليكون ردأ للعساكر فرجع وقدم على العساكر إبراهيم بن أبي الأغلب من قرابته وأمره بالمقام هنالك ثم زحف الشيعي إلى باغاية فهرب عاملها وملكها صلحا وبعث إلى مدينة قرطاجنة فافتتحها عنوة وقتل عاملها وسرح عساكره في إفريقية فرددوا فيها الغارات على قبائل البربر من نفزة وغيرهم ثم استأمن إليه أهل تيفاش فأمنهم واستعمل عليهم صواب بن أبي القاسم السكتاني فجاء إبراهيم بن أبي الأغلب واقتحمها عليه ثم نهض الشيعي في احتفال من العساكر إلى باغاية ثم إلى سكتانة ثم إلى تبسة ففتحها كلها على الأمان ثم إلى القصرين من قمودة فأمن أهلها وأطاعوه وسار يريد رقادة فخشى إبراهيم ابن أبي الأغلب على زيادة الله لقلة عسكره فنهض إلى الشيعي واعترضه في عساكره واقتتلوا ثم تحاجزوا ورجع الشيعي إلى ايكجان وإبراهيم إلى الاريس ثم سار الشيعي ثانية بعساكره إلى قسنطينة فحاصرها واقتحمها على الأمان ثم إلى قفصة كذلك ثم رجع إلى باغاية فأنزل بها عسكرا مع أبي مكدولة الجيلي ثم سار إلى ايكجان وخالفه إبراهيم إلى باغاية وبلغ الخبر إلى الشيعي فسرح لقتاله أبا مديني بن فروخ اللهيمي ومعه عروبة بن يوسف الملوشي ورجاء بن أبي قنة في اثنى عشر ألفا فقاتلوا ابن أبي الأغلب ومنعوه من باغاية فرحل عنها واتبعوه إلى فج العرعر ورجعوا عنه ثم زحف أبو عبد الله الشيعي
(٣٥)