فخرجوا عليه فقتلوه وذلك سنة أربع وثلاثين ثم خالف عليه ابنه إسماعيل وأغراه العبيد والبرابرة بالملك فأخذ ما قدر عليه من المال والذخيرة وفر إلى جهة الجزيرة للتوثب بها وكان أبوه ليلتئذ بحصن الفرج فأنفذ الخيالة في طلبه فمال إلى قلعة الورد فتقبض واليها عليه وأنفذه إلى أبيه فقتله وقتل كاتبه وكل من كان معه ثم رجع إلى مطالبة البربر المنتزين بالثغور وأول من نذكر منهم صاحب قرمونة وكان بها المستظهر العزيز بن محمد بن عبد الله البرز إلى وليها بعد أبيه كما ذكرناه وكانت له معها استجة والمرور وكان نموزورواركش للوزير نوح الرموى من برابرة العدوة شيعة المنصور واستبد بها سنة أربع ومات سنة ثلاث وثلاثين وولى ابنه عز الدولة الحاجب أبو مياد محمد بن نوح ومات سنة؟؟ وكان يزيد أبو ثور بن أبي قرة اليفرنى استبد بها أيام الفتنة سنة خمسين من يد عامر بن فتوح من صنائع العلويين ولم يزل المعتضد يضايقه واستدعاه بعض الأيام لولاية فحبسه وكاده في ابنه بكتاب على لسان جاريته برندة أنه ارتكب منها محرما ثم أطلقه فقتل ابنه وشعر بالمكيدة فمات أسفا سنة خمسين وولى ابنه أبو نصر إلى أن غدر به في الحصن بعض أجناده فسقط من السور ومات سنة تسع وخمسين وكان بشريش خزرون بن عبدون ثار بها سنة ثنتين وأربعمائة فتقبض عليه ابن عباد وطالبهم وطاف على حصونهم وصار يهاديهم وأسجل لهم بالبلاد التي بأيديهم فأسجل لابن نوح بأركش ولابن خزرون بشريش ولابن أبى قرة برندة وصاروا في حزبه ووثقوا به ثم استدعاهم لوليمة وغدر بهم في حمام استعمله لهم على سبيل الكرامة وأطبقه عليهم فهلكوا جميعا الا ابن نوح فإنه سالمه من بينهم لليد التي كانت له عنده في مثلها ثم بعث من تسلم معاقلهم وصارت في أعماله وخرج باديس لطلب ثارهم منه واجتمعت إليه عشائرهم فنازلوه مدة ثم انصرفوا وأجازوا إلى العدوة فاحتلوا بسبتة وطردهم سكوت فهلكوا في المجاعة التي صادفوا وأحلوا بالمغرب لذلك العهد واستقل ابن عباد وكان باونية وشلطليش عبد العزيز البكري وكانت عساكر المعتضد ابن عباد تحاصره فشفع فيه ابن جهور للمعتضد فسالمه مدة ثم هلك ابن جهور فعاد إلى مطالبته إلى أن تخلى له عنها سنة ثلاث وأربعين فولى عليها ابنه المعتمد ثم سار إلى شلب وبها المظفر أبو الأصبغ عيسى بن القاضي أبى بكر محمد بن سعيد بن مزين ثار بها سنة تسع عشرة ومات سنة ثنتين وأربعين فسار إليها المعتضد وملكها من يد ابنه ونقل إليها المعتمد فنزلها واتخذها دار امارة ثم سار إلى شنت بريه وبها المعتصم محمد بن سعيد بن هارون فانخلع له عنها سنة تسع وثلاثين وأضافها للمعتمد وكان بلبلة تاج الدين أبو العباس أحمد بن يحيى التحصيني ثار بها سنة أربع عشرة وخطب له بأونية
(١٥٧)