خليفة بن مروان ثم استأمن من بالقلعة إلى عبد الرحمن وأسلموا إليه الحصن فخربه وقتل عبد الرحمن خليفة ومن معه ثم سار إلى غياث فحاصره بشدونة حتى استأمنوا فأمنهم وعاد إلى قرطبة فخرج عليه عبد الرحمن بن خراشة الأسدي بكورة جيان وبعث إليه العساكر فافترق جمعه واستأمن فأمنه ثم خرج عليه سنة خمس غياث بن المستبد الأسدي فجمع عامل باجة العساكر وسار إليه فهزمه وقتله وبعث برأسه إلى عبد الرحمن بقرطبة وفى هذه السنة شرع عبد الرحمن في بناء السور على قرطبة ثم ثار رجل بشرق الأندلس من بربر مكناسة يعرف بشقنا بن عبد الواحد كان يعلم الصبيان وادعى انه من ولد الحسين الشهيد وتسمى بعبد الله بن محمد وسكن شنة برية واجتمع إليه خلق من البربر فسار إليه عبد الرحمن فهرب في الجبال واعتصم بها فرجع وولى على طليطلة حبيب بن عبد الملك فولى حبيب شنة برية سليمان بن عثمان بن مروان بن عثمان بن أبان بن عثمان ابن عفان فسار إليه سليمان وقتله وغلب على ناحية فورية فسار إليه عبد الرحمن سنة ثنتين وخمسين وأعياه أمره وصار ينتقل في البلاد ويهزم العساكر وكان سكن بحصن شيطران من جبال بلنسية فسار إليه عبد الرحمن سنة ست وخمسين واستخلف على قرطبة ابنه سليمان فأتاه الخبر بعصيان أهل إشبيلية وثورة عبد الغفار وحياة بن قلاقس مع اليمانية فرجع عن شقنا وها له أمر إشبيلية وقدم عبد الملك بن عمر لقتالهم فساروا إليه ولقيهم مستميتا فهزمهم وأثخن فيهم ولحق بعبد الرحمن فشكر ها له وجزاه خيرا ووصله بالصهر وولاه الوزارة ونجا عبد الغفار وحياة بن قلاقس إلى إشبيلية فسار عبد الرحمن سنة سبع وخمسين إليها فقتلهم وقتل خلقا ممن كان معهم واستراب من يومئذ بالعرب فرجع إلى اصطناع القبائل من سواهم واتخاذ الموالى ولما كانت سنة احدى وستين غدر بشقنا رجلان من أصحابه وجاء برأسه إلى عبد الرحمن ثم سار عبد الرحمن بن حبيب الفهري المعروف بالقلعي من إفريقية إلى الأندلس مظهرا للدعوة العباسية ونزل بتدمير واجتمع إليه البربر وكان سليمان بن يقظان عاملا على برشلونة فكتب إليه يدعوه إلى أمره فلم يجبه فسار إليه في البربر ولقيه سليمان فهزمه وعاد إلى تدمير وزحف إليه عبد الرحمن من قرطبة فاعتصم بجبل بلنسية فبذل عبد الرحمن فيه الأموال فاغتاله رجل من أصحابه البربر وحمل رأسه إلى عبد الرحمن وذلك سنة ثنتين وستين ورجع عبد الرحمن إلى قرطبة ثم خرج دحية الغساني في بعض حصون البيرة فبعث إليه شهيد بن عيسى فقتله وخالف البربر وعليهم بحرة بن البرانس فبعث بدرا مولاه فقتله وفرق جموعهم وفر القائد السلمي من قرطبة إلى طليطلة وعصى بها فبعث حبيب بن عبد الملك وحاصره فهلك في الحصار وزحف عبد الرحمن سنة أربع
(١٢٣)