فهزمهم وكثر السبى والقتل ثم خرج لزريق ملك الجلالقة وأغار على مدينة سالم بالثغر فسار إليه فرنون بن موسى وقاتله فهزمه وأكثر القتل في العدو والأسر ثم سار إلى الحصن الذي بناه أهل ألبة بالثغر نكاية للمسلمين فافتتحه وهدمه ثم سار عبد الرحمن في الجيوش إلى بلاد جليقة فدوخها وافتتح عدة حصون منها وجال في أرضهم ورجع بعد طول المقام بالسبي والغنائم وفى سنة ست وعشرين بعث عبد الرحمن العساكر إلى أرض الفرنجة وانتهوا إلى أرض سرطانية وكان على مقدمة المسلمين موسى بن موسى عامل تطيلة ولقيهم العدو فصبروا حتى هزم الله عدوهم وكان لموسى في هذه الغزاة مقام محمود ووقعت بينه وبين بعض قواد عبد الرحمن ملاحاة وأغلظ له القائد فكان ذلك سببا لانتقاضه فعصى على عبد الرحمن وبعث إليه الجيوش مع الحرث بن بزيغ فقاتله موسى وانهزم وقتل ابن عمه ورجع الحرث إلى سرقسطة ثم زحف إلى تطيلة وحاصر بها موسى حتى نزل عنها على الصلح إلى اربط وأقام الحرث بتطيلة أياما ثم سار لحصار موسى في اربط فاستنصر موسى بغرسية من ملوك الكفر فجاءه وزحف الحرث وأكمنوا له فلقيهم على نهر بلبة فخرجت عليه الكمائن بعد أن أجاز النهر وأوقعوا به وأسروه وقد فقئت عينه واشتشاط عبد الرحمن لهذه الواقعة وبعث ابنه محمدا في العساكر سنة تسع وعشرين وحاصر موسى بتطيلة حتى صالحه وتقدم إلى ينبلونة فأوقع بالمشركين عندها وقتل غرسية صاحبها الذي أنجد موسى على الحرث ثم عاود موسى الخلاف فزحفت إليه العساكر فرجع إلى المسالمة ورهن ابنه عند عبد الرحمن على الطاعة وقبله عبد الرحمن وولاه تطيلة فسار إليها واستقرت في عمالته ثم كان في هذه السنة خروج المجوس في أطراف بلاد الأندلس ظهروا سنة ست وعشرين بساحل أشبونة فكانت بينهم وبين أهلها الحرب ثلاثة عشر يوما ثم تقدموا إلى قادس ثم إلى اشدونة وكانت بينهم وبين المسلمين بها وقعة ثم قصدوا إشبيلية ونزلوا قريبا منها وقاتلوا أهلها منتصف المحرم من سنة ثمان وعشرين فهزمهم المسلمون وغنموا ثم مضوا إلى باجة ثم إلى مدينة أشبونة ثم أقلعوا من هنالك وانقطع خبرهم وسكنت البلاد وذلك سنة ثلاثين وتقدم عبد الرحمن الأوسط باصلاح ما خربوه من البلاد وأكنف الحامية بها وذكر بعض المؤرخين حادثة المجوس هذه سنة ست وأربعين ولعلها غيرها والله أعلم وفى سنة احدى وثلاثين بعث عبد الرحمن العساكر إلى جليقة فدوخوها وحاصروا مدينة ليون ورموا سورها فلم يقدروا عليه لان عرضه سبعة عشر ذراعا فثلموا فيه ثلمة ورجعوا ثم أغزى عبد الرحمن حاجبه عبد الكريم بن مغيث في العساكر إلى بلاد برشلونة فجاز في نواحيها وأجاز الدروب التي تسمى السرب إلى بلاد الفرنجة فدوخها
(١٢٩)