وأحرقوا مسجدها ثم عادوا إلى تدمير ودخلوا قصر اريولة وساروا إلى سواحل الفرنجة وعاثوا فيها وانصرفوا فلقيهم مراكب الأمير محمد فقاتلوهم وغنموا منهم مركبين واستشهد جماعة من المسلمين ومضت مراكب المشركين إلى ينبلونة وأسروا صاحبها غرسية وفدى نفسه منهم بسبعين ألف دينار وفى سنة سبع وأربعين حاصر طليطلة ثلاثين يوما ثم بعث الأمير محمد سنة احدى وخمسين أخاه المنذر في العساكر إلى نواحي ألبة والقلاع فعاثوا فيها وجمع لزريق للقائهم فلقيهم وانهزم وأثخن المسلمون في المشركين بالقتل والأسر وكان فتحا لا كفاء له ثم غزا الأمير محمد بنفسه سنة احدى وخمسين بلاد الجلالقة فأثخن وخرب وانتقض عليه عبد الرحمن بن مروان الجليقي فيمن معه من المولدين وساروا إلى التخم ووصل يده باذفونش ملك جليقة فسار إلى الوزير هاشم بن عبد الرحمن في عساكر الأندلس سنة ثلاث وستين فهزمه عبد الرحمن وحصل هاشم في أسره ثم وقعت المراودة في الصلح على أن ينزل عبد الرحمن بطليوس ويطلق الوزير هاشما فتم ذلك سنة خمس وستين ونزل عبد الرحمن بطليوس وكانت خربة فشيدها وأطلق هاشما بعد سنتين ونصف من أمره ثم تغير اذفونش لعبد الرحمن بن مروان وفارقه وخرج من دار الحرب بعد أن قاتله ونزل مدينة انطانية بجهات ماردة وهي خراب فحصنها وملك ما إليها من بلاد اليون وغيرها من بلاد الجلالقة واستضافها إلى بطليوس وكان مظفر بن موسى بن ذي النون الهواري عاملا بشت برية فانتقض وأغار على أهل طليطلة فخرجوا إليه في عشرين ألفا ولقيهم فهزمهم وانهزم معهم مطرف بن عبد الرحمن وقتل من أهل طليطلة خلق وكان مطرف بن موسى فردا في الشجاعة ومحلا من النسب ولقى شنجة صاحب ينبلونة أمير البشكنس فهزمه شنجة وأسره وفر من الأسر ورجع إلى شت برية فلم يزل بها قويم الطاعة إلى أن مات آخر دولة الأمير محمد وفى سنة احدى وستين انتقض أسد بن الحرث بن بديع بناكرنا وهي رندة فبعث إليهم الأمير محمد العساكر وحاصروهم حتى استقاموا على الطاعة وفى سنة ثلاث وستين أغزى الأمير محمد ابنه المنذر إلى دار الحرب وجعل طريقه على ماردة وكان بها ابن مروان الجليقي ومرت طائفة من عسكر المنذر بماردة فخرج عليهم ابن مروان ومعه جمع من المشركين استظهر بهم فقتل تلك الطائفة عن آخرهم وفى سنة أربع وستين بعث ابنه المنذر ثانية إلى بلد ينبلونة ومر بسر قسطة فقاتل أهلها ثم تقدم إلى تطيلة وعاث في نواحيها وخرب بلاد بنى موسى ثم مضى لوجهه إلى ينبلونة فدوخها ورجع وفى سنة ست وستين أمر الأمير محمد بانشاء المراكب بنهر قرطبة ليدخل بها إلى البحر المحيط ويأتي جليقة من ورائها فلما تم انشاؤها وجرت في البحر أصابها الريح
(١٣١)