يعرفون بالشكرة وأما قتادة النابغة فكان يكنى أبا عزيز وكان من ولده على الأكبر وشقيقه حسن فمن ولد حسن إدريس وأحمد ومحمد وجمان وامارة ينبع في أعقابهم ومنهم لهذا العهد أمير ان يتداولان امارتها من ولد إدريس بن حسن بن إدريس وأما أبو عزيز قتادة النابغة فمن ولده موالي عز أمراء مكة لهذا العهد وكان بنو حسن بن الحسن كلهم موطنين بنهر العلقمية من وادى ينبع لعهد امارة الهواشم بمكة وكانوا ظواعن بادية ولما نشأ فيهم قتادة هذا جمع قومه ذوي مطاعن وأركبهم واستبد بإمارتهم وكان بوادي ينبع بنو خراب من ولد عبد الله بن حسن بن الحسن وبنو عيسى ابن سليمان بن موسى الجون فحاربهم بنو مطاعن هؤلاء وأميرهم أبو عزيز قتادة وأخرجهم وملك ينبع والصفراء واستكثر من الجند والمماليك وكان على عهد المستنصر العباسي في أواسط المائة السادسة وكان الأمراء يومئذ بمكة الهواشم من ولد جعفر بن هاشم بن الحسن بن محمد بن موسى بن أبي الكرام عبد الله وقد مر ذكرهم وكان أخرجهم مكثر بن عيسى بن قاسم الذي بنى القلعة على جبل أبى قبيس ومات سنة تسع وثمانين وخمسمائة فسار قتادة إلى مكة وانتزعها من أيديهم وملكها وخطب للناصر العباسي وأقام في امارتها نحوا من أربعين سنة واستفحل ملكه واتسع إلى نواحي اليمن وكان لقبه أبا عزيز وفى سنة ثلاث وستمائة حج بالركب وجه السبع التركي من مماليك الناصر وفر من طريقه إلى مصر فنهب الركب وفى سنه ثمان وستمائة وثب شخص من حاج العراق على شريف من قرابة قتادة فقتله فاتهم الشرفاء به أمراء الركب فثاروا بهم وقتلوا منهم خلقا ثم بعث إليهم بالأموال من بغداد وبعث قتادة بعض أولاده يستعتب فأعتب (وفى سنة خمس عشرة) خطب بمكة للعادل بن أيوب بعد الناصر الخليفة وللكامل بن العادل بعدهما (وفى سنة ست عشرة) كان خروج التتر وكان قتادة عادلا وأمن الناس في أيامه ولم يعد قط على أحد من الخلفاء ولا من الملوك وكان يقول أنا أحق بالخلافة وكانت الأموال والخلع تحمل إليه واستدعاه الناصر في بعض السنين فكتب إليه ولى كف ضرغام أذل ببسطها * وأشرى بها عز الورى وأبيع تظل ملوك الأرض تلثم ظهرها * وفى بطنها للمجد بين ربيع أأجعلها تحت الرجا ثم ابتغى * خلاصا لها انى إذا لو ضيع وما أنا الا المسك في كل بقعة * يضوع وأما عندكم فيضيع واتسعت دولته فملك ملك مكة والينبع وأطراف اليمن وبعض اعمال المدينة وبلاد نجد وكان يستكثر من المماليك وتوفى سنة سبع عشرة وستمائة ويقال سمه ابنه حسن
(١٠٥)