ويقال داخل ابنه حسن جاريته فأدخلته ليلا فخنق أباه ثم قتلها وملك مكة وامتعض لذلك ابنه راجح بن أبي عزيز قتادة وشكاه إلى أمير حاج اقباش التركي عند وصوله فأشكاه ووعده بالانصاف منه فأغلق حسن أبواب مكة وخرج بعض أصحابه إلى الأمير اقباش فلقوه عند باب المعلى فقتلوه وعلقوه بالمسعى ثم جاء المسعود بن الكامل سنة عشرين من اليمن إلى مكة فحج وقاتله حسن ببطن المسعى فغلبه المسعود وملك مكة ونصب رايته وأزال راية أمير الركب وكتب الخليفة من بغداد يعاتب أباه على ذلك وعلى ما فعله في مكة والتخلف فكتب إليه أبوه برئت يا أقسى من ظهر العادل إن لم أقطع يمينك فقد نبذت وراء ظهرك دنياك ودينك ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم فغرم ديات الشرفاء وأصابه شلل في يده ومضى حسن بن قتادة إلى بغداد صريخا بعد أن بقي طريدا بالشأم والجزيرة والعراق ثم جاء إلى بغداد دخيلا وهم الترك بقتله باقباش أمير الركب فمنعوا منه ومات ببغداد سنة ثنتين وعشرين ودفن بمشهد الكاظم ثم مات المسعود ابن الكامل بمكة سنة ست وعشرين ودفن بالمعلى وبقي على مكة قائده فخر الدين بن الشيخ وعلى اليمن أمير الجيوش عمر بن علي بن رسول (وقصد راجح بن قتادة) مكة سنة تسع وعشرين مع عساكر عمر بن رسول فملكها سنة ثلاثين من يد فخر الدين بن الشيخ ولحق فخر الدين بمصر ثم جاءت عساكر مصر سنة ثنتين وثلاثين مع الأمير جبريل وملكوا مكة وهرب راجح إلى اليمن ثم جاء عمر بن رسول معه بنفسه فهربت عساكر مصر وملك راجح مكة وخطب لعمر بن رسول بعد المستنصر ولما ملك التتر العراق سنة أربع وثلاثين وعظم أمرهم وانتهوا إلى أربل أبطل المستنصر الحج من أمر الجهاد وأفتاه العلماء بذلك ثم جهز المعتصم الحاج مع أمه سنة ثلاث وأربعين وشيعها إلى الكوفة ولما حجت ضرب تركي في الموسم شريفا وكتب راجح فيه إلى الخليفة فقطعت يده وبطل الحج بعد ذلك ثم قوى أمر الموطئ امام الزيدية باليمن واعتزم على قطع الخطبة لبنى العباسي فضاق به المظفر بن عمر بن رسول وكاتب المعتصم يحرصه على تجهيز الحاج بسبب ذلك ثم قوى أمر الموطئ امام الزيدية باليمن وسار جماز بن حسن بن قتادة سنة احدى وخمسين إلى الناصر بن العزيز بن الظاهر بن أيوب بدمشق مستجيشا على أبي سعيد على أن يقطع ذكر صاحب اليمن من مكة فجهز له عسكرا وسار إلى مكة فقتل أبا سعيد في الحرم ونقض عهد الناصر وخطب لصاحب اليمن (قال ابن سعيد) وفى سنة ثلاث وخمسين بلغني وأنا بالمغرب أن راجح بن قتادة جاء إلى مكة وهو شيخ كبير السن وكان يسكن السدير على نحو اليمن فوصل إلى مكة وأخرج منها جماز بن أبي عزيز فلحق بالينبع قال وفى سنة ثنتين وستين وصل الخبر إلى المغرب بأن أمر مكة دائر بين أبى نمى بن أبي سعيد الذي
(١٠٦)