النصرانية مجاهدا فيهم مستلحما لهم إلى أن يلحق بدار الخلافة ونمى الخبر إلى الوليد فاشتد قلقه بمكان المسلمين من دار الحرب ورأى أن ما هم به موسى غرر بالمسلمين فبعث إليه بالتوبيخ والانصراف وأسر إلى سفيره أن يرجع بالمسلمين إن لم يرجع هو وكتب له بذلك عهده ففت ذلك في عزم موسى وقفل عن الأندلس بعد أن أنزل الرابطة والحامية بثغورها واستعمل ابنه عبد العزيز لغزوها وجهاد أعدائها وأنزله بقرطبة فاتخذها دار امارة واحتل موسى بالقيروان سنة خمس وتسعين وارتحل إلى الشرق سنة ست بعدها بما كان معه من الغنائم والذخائر والأموال على العجل والظهر يقال كان من جملتها ثلاثون ألف فارس من السبى وولى على إفريقية ابنه عبد الله وقدم على سليمان فسخطه ونكبه وسارت عساكر الأندلس بابنه عبد العزيز باغراء سليمان فقتلوه لسنتين من ولايته وكان خيرا فاضلا وافتتح في ولايته مدائن كثيرة وولى من بعده أيوب بن حبيب اللخمي وهو ابن أخت موسى بن نصير فتولى عليها سنة أشهر ثم تتابعت ولاة العرب على الأندلس فتارة من قبل الخليفة وتارة من قبل عامله على القيروان وأثخنوا في أمم الكفر وافتتحوا برشلونة من جهة الشرق وحصون بشتالة وبسائطها من جهة الجوف وانقرضت أمم القوط وارز الجلالقة ومن بقي من أمم العجم إلى جبال فشتالة واربونة وأفواه الدروب فتحصنوا بها وأجازت عساكر المسلمين ما وراء برشلونة من دروب الجزيرة حتى احتلوا بسائط وراءها وتوغلوا في بلاد الفرنجة وعصف ريح الاسلام بأمم الكفر من كل جهة وربما كان بين جنود الأندلس من العرب اختلاف وتنازع أوجب للعدو بعض الكرة فرجع الفرنج ما كانوا غلبوهم عليه وكان محمد بن يزيد عامل إفريقية لسليمان بن عبد الملك لما بلغه مهلك عبد العزيز بن موسى بن نصير بعث إلى الأندلس الحرب بن عبد الرحمن بن عثمان؟؟ فقدم الأندلس وعزل أيوب بن حبيب وولى سنتين وثمانية أشهر ثم بعث عمر بن عبد العزيز على الأندلس السنخم بن مالك الخولاني على رأس المائة من الهجرة وأمره أن يخمس أرض الأندلس فخمسها وبنى قنطرة قرطبة واستشهد غازيا بأرض الفرنجة سنة ثنتين ومائة فقدم أهل الأندلس عليهم عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي إلى أن قدم عنبسة بن شحيم الكلبي من قبل يزيد بن مسلم عامل إفريقية وكان أولهم يحيى بن سلمة الكلبي أنقذه حنظلة ابن صفوان الكلبي والى إفريقية لما استدعى منه أهل الأندلس واليا بعد مقتل عنبسة فقدمها آخر سنة سبع وأقام في ولايتها سنتين ونصفا ولم يغز ثم قدم إليها عثمان بن أبي؟؟ واليا من قبل عبيدة بن عبد الرحمن السلمي صاحب إفريقية وعزله لخمسة أشهر بحذيفة بن الأحوص العتبى فوافاها سنة عشر
(١١٨)