الأولى، مع كون الامارة ناظرة إلى تعيين ما تعلق به العلم الاجمالي، ويشكل جدا القول بالانحلال إذا قلنا في الامارات بالسببية وحدوث تكليف نفسي بقيامها كما يظهر وجهه بالتأمل.
الاستدلال بالبراءة بحديث الرفع:
انك قد عرفت، ان البراءة بمعنى عدم كفاية صرف الاحتمال لتنجز الواقعيات مما يستقل به العقل ولا يحتاج فيها إلى الاستدلال بالآيات والروايات، بل لا مجال لها فيه، ولكنه قد استدل القوم مع ذلك ب آيات وروايات، وعمدتها حديث الرفع وحيث انه تستفاد من الحديث الشريف أمور مهمة فالواجب تشريح مفاده، فنقول: قد نقل الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله بطرقنا وطرق العامة فما روى بطرقهم يشتمل على الفقرات الثلاث: (ما أكرهوا عليه) و (ما لا يطيقون) و (ما أخطئوا). وقد جمع ما بطرقهم، الشهيد (قده) في قواعده في القاعدة النيفة والخمسين فراجع. وما روى بطرقنا يشتمل في بعضها على فقرات ثلث كما في المحاسن، وفي بعضها على أربع فقرات بزيادة النسيان كما في (الكافي) في أواخر كتاب الايمان والكفر، وفي بعضها على تسع فقرات كما في هذا الباب من (الكافي) أيضا مرفوعا، وفي (توحيد) الصدوق و (خصاله) مسندا إلى أبي عبد الله عليه السلام بسند معتمد قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (رفع عن أمتي تسعة أشياء: الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه وما لا يطيقون وما لا يعلمون وما اضطروا إليه والحسد والطيرة والتفكر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة).
ذكر أمور لبيان مفاد الحديث:
وبيان مفاد الحديث الشريف بنحو الاجمال في ضمن أمور:
الأمر الأول: ما هو المرفوع في الحديث؟
قال الشيخ (قده): (ان المرفوع اما ان يكون خصوص المؤاخذة في الجميع، أو جميع الآثار، أو الأثر الظاهر في كل واحد منها؟) أقول:
الظاهر من قوله: (رفع عن أمتي)، كون المرفوع مما يرتبط بشأن النبوة فيكون من الأمور