الأمر السادس: انه ليس للمركب بما هو مركب وضع على حدة اعلم أنهم قسموا اللفظ إلى المفرد والمركب، فالمركب ما أريد بجز منه الدلالة على جز من المعنى، والمفرد بخلافه.
أقول: لا يخفى عدم صحة هذا التقسيم، إذ الوحدة معتبرة في الاقسام، وليس المركب من لفظين مثلا لفظا واحدا، بل كل واحد منهما لفظ مستقل له معنى فمثل (عبد الله) بالمعنى الإضافي ليس مصداقا واحدا للفظ، بل يكون هنا لفظان كل منهما يدل على معنى مستقل و هيئة لها أيضا وضع نوعي.
نعم هو بالمعنى العلمي اعتبر لفظا واحدا، ولذا يكون له معنى واحد.
وبما ذكرناه يظهر أنه ليس للمركب بما هو مركب وضع على حدة وراء وضع المواد والهيئة، إذ ليس هو شيئا بحياله، ولفظا خاصا ورأها، حتى يثبت له وضع على حدة.