نقل الخبر المتواتر تنبيه: يظهر من الشيخ في الرسائل ما محصله: ان نقل الخبر المتواتر كنقل الاجماع، فقد يكون المنقول السبب والمسبب أعني قول الإمام عليه السلام أيضا، وقد يكون المنقول خصوص السبب، فالأول لا يفيد إذ ليس كل تواتر ثبت لشخص مما يستلزم في نفس الامر عادة تحقق المخبر به ويختلف ذلك باختلاف الاشخاص والمقامات.
واما إذا كان المنقول خصوص السبب، مثل ان أخبر باخبار الف عادل مثلا بأمر خاص فأدلة حجية الخبر يشمله ويرتب المنقول إليه على المخبر به آثاره ولوازمه.
ويرد عليه أولا: ان قوله: ان ناقل الاجماع قد ينقل المسبب وقد ينقل خصوص السبب كلام ظاهري. لما مر من أن نقل الاجماع عندنا على وجهين:
الأول: نقل نفس رأي الإمام عليه السلام لا بالسماع منه ولا بتحصيله من اتفاق العلماء بل بوصوله إليه بالاخبار المتصلة إلى الأئمة عليهم السلام، وهذا هو المتراءى من إجماعات الخلاف والغنية ونحوهما كما مر.
الثاني: نقل اتفاق أهل الفن في مسألة، كما في إجماعات التذكرة ونحوه من دون نظر إلى سببيته لاستكشاف رأي الإمام عليه السلام.
واما ثانيا: فعلى فرض التسليم نقول: ليس نقل التواتر نظير نقل الاجماع، فان ناقل الاجماع اما ان ينقل نفس رأي الإمام عليه السلام أو ينقل ما يكون سببا للعلم بقوله خارجا بالحمل الشائع كاتفاق العلماء مثلا.
واما ناقل التواتر فهو ينقل سبب العلم ونفس العلم بالحمل الأولي أيضا. فإذا قال الناقل:
ثبت بالتواتر ذلك فهو ناقل لاخبار الجماعة ولحصول العلم في نفسه أيضا، إذ هذا معنى التواتر.
فقياس نقل التواتر بنقل الاجماع مع الفارق.
وكيف كان فنقله لا يفيد للمنقول إليه الا في بعض المقامات لاختلاف مراتب الناقلين في الفطانة والدرك واختلاف الاشخاص في حصول العلم لهم.
نعم يثبت نفس السبب بمقدار دل عليه ألفاظ الناقل أو المتيقن منه فيرتب عليه المنقول إليه ما هو الأثر عنده ولو علم بكون المدرك لناقل الاجماع النصوص الموجودة عندنا أو احتمل ذلك لم يكن الاجماع دليلا وإن كان مؤيدا مستقلا ونعبر عنه بالاجماع المدركي فتدبر.