الجوامع مؤلفو الجوامع الثانوية أعني بها الكتب الأربعة، فنحن بحمد الله متمكنون من العثور على جميع الأخبار الواردة في الأبواب المختلفة وهذا بخلاف عصر الأئمة عليهم السلام إذ لم يكن جميع الناس متمكنين من السفر إلى المدينة والسؤال من الأئمة عليهم السلام ولم تكن الاخبار مجموعة لهم.
وبذلك يظهر ضعف ما يتراءى من بعض كلمات الشيخ وغيره من ادعاء الانسداد في أعصارنا دون أعصارهم ومن احتمال وجود طرق في أعصارهم قد خفيت في أعصارنا.
وبالجملة، فكل من الشقين الأولين واضح البطلان فيتعين الثالث ويستنتج من هذا التقرير إرادة الشارع لتعلم الاحكام واستفادتها من هذه الطرق المتعارفة المتداولة وان لم يحصل منها قطع ولم يقم على حجيتها دليل بالخصوص.
تنبيهات دليل الانسداد ينبغي التنبيه على أمور:
التنبيه الأول: تقرير دليل الانسداد مربوط بمقام إثبات التكاليف لا مقام امتثالها قد مر ان الاحكام الكثيرة المتشعبة التي تشتمل عليها الديانة الاسلامية اما أن تكون فعلية وواجبة العمل مطلقا أو في خصوص ما إذا قام عليها طريق قطعي فقط أو فيما إذا قام عليها طريق قطعي أو ظني متعارف في مقام إثباتها، وحيث لا سبيل إلى أحد الأولين فيتعين الثالث.
فالظن على هذا يقع طريقا لاثبات الأحكام الواقعية ويصير قيامه على التكليف موجبا لفعليته، بحيث لولا طريق مثبت له لم يكن فعليا، و اما على طريقة المتأخرين وتقريرهم فيكون الكلام مربوطا بمقام الامتثال ويجري فيه ما ذكروه، من أنه كما لا يتطرق جعل شرعي في أصل الإطاعة ولزومها كذلك لا يتطرق في كيفيتها ومراتبها وتقدم بعضها على بعض، فيتقدم العلمي على الظني والظني على الاحتمالي بحكم العقل الذي هو الحاكم في أصل الإطاعة وليس للشرع فيها حكم الا إرشادا.
ويرشد إلى هذا أمور:
1 - ان الحكم الشرعي المولوي انما يصح فيما إذا اشتمل المتعلق لملاك موجب لبعث الشارع