الدالة عليه.
ويرد على ذلك، انه لو سلم وقوع التحريف فإنما هو في غير آيات الاحكام، كما تدل عليه الاخبار، فلا يضر بحجية آياتها، فان وقوع الزيادة في القرآن معلوم العدم بلا شبهة وريب ويظهر ذلك لمن كان خبيرا بنظم القرآن وأسلوبه ووقوع النقص أو التبديل، لو سلم فإنما هو فيما كان مربوطا بمناقب أهل البيت ومثالب أعدائهم.
وبالجملة، ف آيات الاحكام ليست طرفا للعلم الاجمالي بوقوع التحريف، ولو سلم فلا يضر بحجيتها أيضا لعدم تصور الحجية بمعنى جواز الاحتجاج به بين المولى والعبد في غير آيات الاحكام فلا يكون أصالة الحجية فيها معارضة بغيرها.
اختلاف القراءات:
ثم إن القراءات المختلفة الواقعة في القرآن وان ادعى تواترها ولكنه ممنوع، وما هو المسلم جواز القراءة بإحدى القراءات السبع المشهورة واما جواز الاستدلال فيما إذا اختلفت، بما يقتضيه قراءة خاصة فلا.
شبهة تحريف الكتاب ونقدها إجمالا:
ان مسألة تحريف القرآن من المسائل المهمة المحتاجة إلى تتبع واستقصاء كثير وليس من دأبنا الورود في مسألة بدون الاستقصاء و المراجعة الجديدة وليس لنا فعلا مجال المراجعة فنؤخر بيان المسألة إلى وقت آخر ونقول هاهنا إجمالا:
ان وقوع التحريف فيه بعيد غاية البعد، فإنه من الواضحات، ان المسلمين كانوا يهتمون بحفظ القرآن وكان من أهم الأمور عندهم حفظه وتلاوته وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله أخبار في ثواب تلاوة جميعه أو بعض سوره وفي بيان خواصها، وقد روى حكاية قراءة (معاذ) حين إمامته، سورة البقرة في صلاته، فيظهر من ذلك أنه كان في زمن الرسول صلى الله عليه وآله منظمة مسورة محفوظة للمسلمين فكيف يمكن وقوع التحريف فيه بمرآهم ومنظرهم مع كمال عنايتهم به بكثرتهم.
نعم لو كان القرآن مكتوبا في أوراق خاصة من دون ان يكون للمسلمين اطلاع تفصيلي عليه لامكن تضييعه.