هذه الطائفة كثيرة أيضا جدا وان لم تدخل تحت ضابطة كلية، فلنذكر بعض الأخبار.
فمن الطائفة الأولى: ما رواه محمد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن داود بن فرقد عن رجل عن سعيد بن أبي الخصيب عن جعفر بن محمد عليه السلام في حديث أنه قال لابن أبي ليلى: (بأي شي تقضي؟ قال بما بلغني عن رسول الله وعن علي وعن أبي بكر وعمر. قال: فبلغك عن رسول الله أنه قال: ان عليا أقضاكم؟ قال نعم. قال فكيف تقضى بغير قضاء على وقد بلغك هذا، فما تقول إذا جي بأرض من فضة وسماوات من فضة ثم أخذ رسول الله بيدك فأوقفك بين يدي ربك وقال يا رب ان هذا قد قضى بغير ما قضيت؟) ولا يخفى، ان قول ابن أبي ليلى، حيث قال: بما بلغني، يكون المراد منه البلوغ بنحو الآحاد لقلة المتواتر جدا ولو في تلك الاعصار ولعله لا يزيد عن اثنين أو ثلاثة وبالتتبع في التواريخ وفي صحاحهم ومسانيدهم يظهر ان بنائهم كان على العمل بخبر واحد، الا ترى ان مبنى فقههم على مثل رواية أبي هريرة ونحوه وقد انحصر مبناهم في مسألة (منجزات المريض) في خبر عمران بن الحصين.
وبالجملة، فيظهر من الخبر، ان بناء ابن أبي ليلى، كان على العمل بخبر الواحد ولم يردعه الإمام عليه السلام عن ذلك بل نبهه على خبر اخر وصل إليه.
ومن الطائفة الأولى أيضا، ما رواه شبيب ابن أنس عن بعض أصحاب أبي عبد الله في حديث، ان أبا عبد الله عليه السلام قال لأبي حنيفة:
(أنت فقيه العراق؟ قال نعم. قال: فبم تفتيهم؟ قال بكتاب الله وسنة نبيه. قال: يا أبا حنيفة تعرف كتاب الله حق معرفته وتعرف الناسخ و المنسوخ؟ قال نعم. قال يا أبا حنيفة لقد ادعيت علما، ويلك ما جعل الله ذلك الا عند أهل الكتاب الذين أنزل عليهم، ويلك ولا هو الا عند الخاص من ذرية نبينا محمد صلى الله عليه وآله وما ورثك الله من كتابه حرفا) إلى أن قال عليه السلام: (يا أبا حنيفة إذا ورد عليك شي ليس في كتاب الله ولم تأت به الآثار والسنة كيف تصنع؟ فقال أصلحك الله أقيس وأعمل فيه برأيي. فقال عليه السلام: يا أبا حنيفة ان أول من قاس إبليس) الحديث ولا يخفى ان أبا حنيفة كان ممن يعمل بخبر الواحد ويرشد إلى ذلك قوله عليه السلام: ولم تأت به