المحققين في الجمع بين هذه الأخبار كما أشرنا إليه آنفا.
ويمكن التوفيق بينها بأن يقال لا يخفى أن ما دل على الانصراف بعد الرابعة إنما ورد في صلاته صلى الله عليه وآله على منافقي زمانه وحكاية صلاته عليهم، وما ورد في الدعاء عليهم إنما ورد في الصلاة على النصاب والمخالفين من أهل السنة وإن عبر عنهم بالمنافقين أيضا في بعض الأخبار.
وها أنا أسوق ما وقفت عليه من الأخبار في ذلك لتطلع على صحة ما هنالك، فمن ذلك ما رواه في الكافي عن عامر بن السمط عن أبي عبد الله (ع) (1) (أن رجلا من المنافقين مات فخرج الحسين بن علي (عليهما السلام) يمشي معه فلقيه مولى له فقال له الحسين (ع) أين تذهب يا فلان؟ فقال له مولاه أفر من جنازة هذا المنافق أن أصلي عليها. فقال له الحسين (ع) أنظر أن تقوم على يميني ما تسمعني أقول فقل مثله. فلما أن كبر عليه وليه قال الحسين (ع): الله أكبر العن فلانا عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة اللهم أخز عبدك في عبادك وبلادك وأصله حر نارك وأذقه أشد عذابك فإنه كان يتولى أعداءك ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك صلى الله عليه وآله وما رواه في الكافي والفقيه في الصحيح عن الحلبي عن أبي عبد الله (ع) (2) قال: (إذا صليت على عدو الله فقل: اللهم إن فلانا لا نعلم منه إلا أنه عدو لك ولرسولك صلى الله عليه وآله اللهم فاحش قبره نارا واحش جوفه نارا وعجل به إلى النار فإنه كان يتولى أعداءك ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك اللهم ضيق عليه قبره.
وإذا رفع فقل اللهم لا ترفعه ولا تزكه).
وما رواه في الكافي في الصحيح أو الحسن عن محمد بن مسلم عن أحدهما (عليهما السلام) (3) قال: (إن كان جاحدا للحق فقل: اللهم املأ جوفه نارا وقبره نارا وسلط عليه الحيات والعقارب وذلك قاله أبو جعفر (ع) لامرأة سوء من بني أمية صلى عليها أبي، وقال هذه المقالة واجعل الشيطان لها قرينا).