كسبت وعليها ما اكتسبت) * و * (انا برئ مما تعملون) * و * (تعالى عما يقول الظالمون) * و * (اني لعملكم من القالين) * إلى غير ذلك من الآيات.
وقال الرضا (عليه السلام) في حديث: ما وصفه بالعدل من نسب إليه ذنوب عباده.
وقال في رواية أخرى: ومن نسب إليه ما نهي عنه فهو كافر.
ومن الآيات في ذلك، ما نزل من مدح المؤمن على إيمانه وما وعده من الثواب وذم الكافر على كفره وما أوعده من العقاب، وهذا من الواضحات.
ومن الآيات الدالة على الاختيار، الآيات النازلة في ذم العباد على الكفر والمعاصي، كقوله تعالى: * (ولبئس ما شروا به أنفسهم) * و * (لبئس ما كانوا يعلمون) * و * (لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون) * و * (بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله) * و * (من يعمل سوءا يجز به) * و * (كيف تكفرون بالله) * والإنكار والتوبيخ مع العجز عنه محال، وقوله: * (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جائهم الهدى) * ومن المعلوم أن رجلا لو حبس آخرا في بيت بحيث لا يمكنه الخروج عنه، ثم يقول: ما منعك من التصرف في حوائجي؟ لكان قبيحا، وكذا قوله تعالى: * (وماذا عليهم لو آمنوا) *، * (فما لهم عن التذكرة معرضين) *، * (عفى الله عنك لم أذنت لهم) *، * (لم تحرم ما أحل الله لك) * وكيف يجوز أن يقول: لم تفعل؟ مع أنه ما فعله، وقوله: * (لم تلبسون الحق بالباطل) * و * (لم تصدون عن سبيل الله) * وغير ذلك كثير.
وكيف يصح أن يخلق فيهم الكفر ثم يقول: كيف تكفرون؟ ويخلق فيهم لبس الحق بالباطل ثم يقول: لم تلبسون الحق بالباطل؟ وصدهم عن سواء السبيل ثم يقول: لم تصدون عن سبيل الله؟ وهكذا.
ومن الآيات في ذلك، الآيات الكثيرة الدالة على تخيير العباد في أفعالهم وتعليقها بمشيتهم، مثل قوله تعالى: * (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) *، * (اعملوا ما شئتم) *، * (فمن شاء ذكره) *، * (فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا) *، * (فأتوا حرثكم أنى شئتم) *، * (فاعبدوا ما شئتم من دونه) *، * (وافعلوا الخير) * ولا يصح