عليهم وهزم بنى طرف ملوك عترة وتهامة وأعمل الحيلة في قتل نجاح مولى بنى زياد ملك زبيد حتى تم له ذلك على يد جارية أهداها إليه كما ذكرناه سنة ثنتين وخمسين ثم سار إلى مكة بأمر المستنصر صاحب مصر ليمحو منها الدعوة العباسية والامارة الحسنية واستخلف على صنعاء ابنه المكرم أحمد وحمل معه زوجته أسماء بنت شهاب قد سباها سعيد بن نجاح ليلة البيات فكتبت إلى ابنها المكرم انى حبلى من العبد الأحول فأدركني قبل أن أضع والا فهو العار الذي لا يمحوه الدهر فسار المكرم من صنعاء سنة خمس وسبعين في ثلاثة آلاف ولقى الحبشة في عشرين ألفا فهزمهم ولحق سعيد بن نجاح بجزيرة دهلك ودخل المكرم إلى أمه وهي جالسة بالطاق الذي عنده رأس الصليحي وأخيه فأنزلهما ودفنهما ورفع السيف وولى خاله أسعد بن شهاب على أعمال تهامة كما كان وأنزله بزبيد منها وارتحل بأمه إلى صنعاء وكانت تدبر ملكه ثم جمع أسعد بن شهاب أموال تهامة وبعث بها مع وزيره أحمد بن سالم ففرقتها أسماء على وفود العرب ثم هلكت أسماء سنة سبع وسبعين وخرجت زبيد من يد المكرم واستردها سعيد بن نجاح سنة تسع وسبعين ثم انتقل المكرم إلى ذي جبلة سنة ثمانين وولى على صنعاء عمران بن الفضل الهمداني فاستبد بها وتوارثها عقبه وتسمى ابنه أحمد باسم السلطان واشتهر به وبعده ابنه حاتم بن أحمد وليس بعد بصنعاء من له ذكر حتى ملكها بنو سليمان لما غلبهم الهواشم على مكة كما مر في أخبارهم ولما انتقل المكرم إلى ذي جبلة وهي مدينة اختطها عبد الله ابن محمد الصليحي سنة ثمان وخمسين وأربعمائة وكان انتقاله بإشارة زوجه سيدة بنت أحمد التي صار إليها تدبير ملكه بعد أمه أسماء فنزلها وبنى فيها دار العز وتحيل على قتل سعيد بن نجاح فتم له كما نذكر في أخبار ابن نجاح وكان مشغولا بلذاته محجوبا بزوجته ولما حضرته الوفاة سنة أربع وثمانين عهد إلى ابنه عمه المنصور بن أحمد المظفر بن علي الصليحي صاحب معقل اشيح وأقام بمعقله وسيدة بنت أحمد بذي جبلة وخطبها المنصور سبا وامتنعت منه فحاصرها بذي جبلة وجاءها أخوها لامها سليمان بن عامر وأخبرها ان المستنصر زوجك منه وأبلغها أمره بذلك وتلا عليها وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم وان أمير المؤمنين زوجك من الداعي المنصور أبى حمير سبا بن أحمد بن المظفر على مائة ألف دينار وخمسين ألفا من أصناف التحف واللطائف فانعقد النكاح وسار إليها من معقل أشيح إلى ذي جبلة ودخل إليها بدار العز ويقال انها شبهت بجارية من جواريها فقامت على رأسه ليلها كله وهو لا يرفع الطرف إليها حتى أصبح فرجع إلى معقله وأقامت هي بذي جبلة وكان المتولي عليها المفضل بن أبي البركات من بني تام رهط الصليحي واستدعى عشيرته جنيا
(٢١٥)