وخمسين واستبد بالامارة أخوه أبو القاسم على وكان مدلا محيا وسار ابنه سنة احدى وسبعين ملك الفرنج في جموع عظيمة وحصر قلعة رمطة وملكها وأصاب سرايا المسلمين وسار الأمير أبو القاسم في العساكر من بليرم يريدهم فلما قاربهم خام عن اللقاء ورجع وكان الإفرنج في الأسطول يعاينونه فبعثوا بذلك للملك بردويل فسار في اتباعه وأدركه فاقتتلوا وقتل أبو القاسم في الحرب وأهم المسلمين أمرهم فاستماتوا وقاتلوا الفرنج فهزموهم أقبح هزيمة ونجا بردويل إلى خيامه برأسه وركب البحر إلى رومة وولى المسلمون عليهم بعد الأمير أبى القاسم ابنه جابر فرحل بالمسلمين لوقته راجعا ولم يعرج على الغنائم وكانت ولاية الأمير أبى القاسم اثنتي عشرة سنة ونصفا وكان عادلا حسن السيرة ولما ولى ابن عمه جعفر بن محمد بن علي بن أبي الحسن وكان من وزراء العزيز وندمائه استقامت الأمور وحسنت الأحوال وكان يحب أهل العلم ويجزل الهبات لهم وتوفى سنة خمس وسبعين وولى أخوه عبد الله فاتبع سيرة أخيه إلى أن توفى سنة تسع وسبعين وولى ابنه ثقة الدولة أبو الفتوح يوسف بن عبد الله بن محمد بن علي بن أبي الحسن فأنسى بجلائله وفضائله من كان قبله منهم إلى أن أصابه الفالج وعطل نصفه الأيسر سنة ثمان وثمانين وولى ابنه تاج الدولة جعفر بن ثقة الدولة يوسف فضبط الأمور وقام بأحسن قيام وخالف عليه أخوه على سنة خمس وأربعمائة مع البربر والعبيد فزحف إليه جعفر فظفر به وقتله ونفى البربر والعبيد واستقامت أحواله ثم انقلبت له واختلت على يد كاتبه ووزيره حسن بن محمد الباغاني فثار عليه الناس بسببها وجاؤا حول القصر وأخرج إليهم أبو الفتوح في محفة فتلطف بالناس وسلم إليهم الباغاني فقتلوه وقتلوا حافده أبا رافع وخلع ابنه ابن جعفر ورحل إلى مصر وولى ابنه ابن جعفر سنة عشرة ولقبه بأسد الدولة بن تاج الدولة ويعرف بالأكحل فسكن الاضطراب واستقامت الأحوال وفوض الأمور إلى ابنه ابن جعفر وجعل مقاليد الأمور بيده فأساء ابن جعفر السيرة وتحامل على صقلية ومال إلى أهل إفريقية وضج الناس وشكوا أمرهم إلى المعز صاحب القيروان وأظهروا دعوته فبعث الأسطول فيه ثلثمائة فارس مع ولديه عبد الله وأيوب واجتمع أهل صقلية وحصروا أميرهم الأكحل وقتل وحمل رأسه إلى المعز سنة سبع عشرة وأربعمائة ثم ندم أهل صقلية على ما فعلوه وثاروا بأهل إفريقية وقتلوا منهم نحوا من ثلثمائة وأخرجوهم وولوا الصمصام أخا الأكحل فاضطربت الأمور وغلب السفلة على الاشراف ثم ثار أهل بليرم على الصمصام وأخرجوه وقدموا عليهم ابن الثمنة من رؤس الأجناد وتلقب القادر بالله واستبد بمأزر؟؟ ابنه عبد الله قبل الصمصام وغلب ابن الثمنة على ابن
(٢١٠)