ولها أعمال عريضة وبينها وبين عمان من الجهة الأخرى رمال كثيرة تعرف بالأحقاف وكانت مواطن لعاد وبها قبر هود عليه السلام وفى وسطها جبل بشام وهي في الاقليم الأول وبعدها عن خط الاستواء ثنتا عشرة درجة وهي معدودة من اليمن بلد نخل وشجر ومزارع وأكثر أهلها يحكمون بأحكام على وفاطمة ويبغضون عليا للتحكم وأكبر مدينة بها الآن قلعة بشام فيها خيل الملك وكانت لعاد مع الشحر وعمان وغلبهم عليها بنو يعرب بن قحطان ويقال ان الذي دل عادا على جزيرة العرب هو رقيم بن ارم كان سبق إليها مع بنى هود فرجع إلى عاد ودلهم عليها وعلى دخولها بالجوار فلما دخلوا غلبوا على من فيها ثم غلبهم بنو يعرب بن قحطان بعد ذلك وولى على البلاد فكانت ولاية ابنه حضرموت على هذه البلاد وبه سميت الشحر من ممالك جزيرة العرب مثل الحجاز واليمن وكان معقل عن حضرموت وعمان والذي يسمى الشحر قصبته ولا زرع فيه ولا نخل انما أموالهم الا بل والمعز ومعاشهم من اللحوم والألبان ومن السمك الصغار ويعلفونها للدواب وتسمى هذه البلاد أيضا بلاد مهرة وبها الإبل المهرية وقد يضاف الشحر إلى عمان وهو ملاصق لحضرموت وقيل هو بسائطها وفى هذه البلاد يوجد اللوبان وفى ساحله العنبر الشحري وهو متصل في جهة الشرق ومن غربيها ساحل البحر الهندي الذي عليه عدن وفى شرقيها بلاد عمان وجنوبها بحر الهند مستطيلة عليه وشمالها حضرموت كأنها ساحل لها ويكونان معا لملك واحد وهي في الاقليم الأول وأشد حرا من حضرموت وكانت في القديم لعاد وسكنها بعدهم مهرة من حضرموت أو من قضاعة وهم كالوحوش في تلك الرمال ودينهم الخارجية على رأى الإباضية منهم وأول من نزل بالشحر من القحطانية مالك بن حمير خرج على أخيه والك وهو ملك بقصر عمدان فحاربه طويلا ومات مالك فولى بعده ابنه قضاعة بن مالك فلم يزل السكسك يحاربه إلى أن قهره واقتصر قضاعة على بلاد مهرة وملك بعده ابنه أطاب ثم مالك بن الحاف وانتقل إلى عمان وبها كان سلطانه قال البيهقي وملك مهرة ابن حيدان بن الحاف بلاد قضاعة وحارب عمه مالك بن الحاف صاحب عمان حتى غلبهم عليها وليس لهم اليوم في غير بلادهم ذكر وببلاد الشحر مدينة مرياط وضفان على وزن نزال وضفان دار ملك التبابعة ومرياط بساحل الشحر وقد خرجت هاتان المدينتان وكان أحمد بن محمد بن محمود الحميري ولقبه الناخودة وكان تاجرا كثير المال يعبر إلى صاحب مرياط بالتجارة ثم استوزره ثم هلك فملك أحمد الناخودة ثم خربها وخرب ضفان سنة تسع عشرة وستمائة وبنى على الساحل مدينة ضفا بضم الضاد المعجمة وسماها الأحمدية باسمه وخرب القديمة لأنها لم يكن لها مرسى * (نجران) * قال
(٢٢٦)