عشرة وأربعمائة أقامه الموالى العامريون عند الفتنة البربرية فاستبد بها ثم ثار عليه أهل شاطبة فأفلت ولحق ببلنسية فملكها وفوض أمره للموالي وكان من وزرائه ابن عبد العزيز وكان خيران العامري من مواليهم تغلب من قبل ذلك على أربولة منة أربع ثم ملك مرسية سنة سبع ثم حيان ثم المرية سنة تسع وبايعوا جميعا للمنصور عبد العزيز ثم انتقض خيران على المنصور وسار من المرية إلى مرسية وأقام بها ابن عمه أبا عامر محمد بن المظفر بن المنصور بن أبي عامر خرج إليه من قرطبة من حجر القاسم بن حمود وخلص إلى خيران بانوال جليلة فجمع الموالى فأخذوا ما له وطردوه ثم ولاه خيران وسماه المؤتمن ثم المعتصم ثم تنكر عليه وأخرجه من مرسية ولحق بالمرية وأغرى به الموالى فأخذوا ما له وطردوه ولحق بغرب الأندلس إلى أن مات ثم هلك خيران بالمرية سنة تسع عشرة وقام بالأمر بعده الأمير عميد الدولة أبو القاسم زهير العامري وزحف إلى غرناطة فبرز إليه باديس بن حبوس وهزمه وقتل بظاهرها سنة تسع وعشرين فصار ملكه للمنصور عبد العزيز صاحب بلنسية وملكها من يده سنة سبع وخمسين ولما هلك المأمون بن ذي النون وولى حافده القادر ولى على بلنسية أبا بكر بن عبد العزيز بقية وزراء ابن أبي عامر فداخله ابن هود في الانتقاض على القادر ففعل واستبد بها وضبطها سنة ثمان وستين حين تغلب المقتدر على دانية ثم هلك سنة ثمان وسبعين لعشر سنين من ولايته وولى ابنه القاضي عثمان فلما سلم القادر بن ذي النون طليطلة زحف إلى بلنسية ومعه الفنش كما قلناه وخلع أهل بلنسية عثمان بن أبي بكر وأمكنوا منها القادر خوفا من استيلاء النصراني وذلك سنة ثمان وسبعين وأربعمائة ثم ثار على القادر سنة ثلاث وثمانين القاضي جعفر بن عبد الله بن حجاب وقتله واستبد بها ثم تغلب النصارى عليها سنة تسع وثمانين وقتلوه ثم تغلب المرابطون على الأندلس وزحف ابن ذي النون قائدهم إلى بلنسية فاسترجعها من أيديهم سنة خمس وتسعين وأربعمائة وأما معن بن صالح قائد الوزير ابن أبي عامر فأقام بالمرية لما ولاه المنصور سنة ثمان وثمانين وتسمى ذا الوزارتين ثم خلعه وولى ابنه المعتصم أبو يحيى محمد بن معن بن صمادح واستبد بها أربعا وأربعين سنة وثار عليه صاحب لورقة ابن شبيب وكان أبوه معز ولا عليها فجهز إليه المعتصم جيشا واستمد ابن شبيب المنصور بن أبي عامر صاحب بلنسية ومرسية بالعدو واستمد المعتصم بباديس ونهض عمه صمادح بن باديس بن صمادح فقاتلوا حصونا من حصون لورقة واستولوا عليها ورجعوا ولم يزل المعتصم أميرا بالمرية إلى أن هلك سنة ثمانين وولى ابنه وخلعه يوسف بن تاشفين أمير المرابطين سنة أربع وثمانين وأجاز إلى العدوة ونزل على آل حماد بالقلعة وبها مات ولده والله وارث الأرض ومن عليها
(١٦٢)