إلى يحيى المعتلي ابن أخيه فبايعوه سنة خمس عشرة وزحف إلى عمه المأمون بشريش فتغلب عليه ولم يزل عنده أسيرا وعند أخيه إدريس من بعده بمالقة إلى أن هلك في محبسه سنة سبع وعشرين وأربعمائة واستقل يحيى المعتلي بالأمور واعتقل محمدا والحسن ابني عمه القاسم المأمون بالجزيرة ووكل بهما أبا الحجاج من المغاربة وأقاما كذلك ثم خلع أهل قرطبة المستكفى وصاروا إلى طاعة المعتلي واستعمل عليهم عبد الرحمن ابن عطاف اليفرنى من رجالات البربر وفر المستكفى إلى ناحية الثغر فهلك بمدينة سالم ثم نقض أهل قرطبة طاعة المعتلي سنة سبع عشرة وصرفوا عامله عليهم ابن عطاف وبايعوا للمعتمد أخي المرتضى ثم خلعوه كما ذكرنا في خبره واستبد بأمر قرطبة الوزير ابن جهور بن محمد كما نذكره في أخبار ملوك الطوائف وأقام يحيى بن المعتلي يتخيفهم ويردد العساكر لحصارهم إلى أن اتفقت الكافة على اسلام المدائن والحصون له فعلا سلطانه واشتد أمره وظاهره محمد بن عبد الله البرز إلى على أمره فنزل عنده بقرمونة يحاصر فيها ابن عباد بإشبيلية إلى أن هلك سنة ست وعشرين بمداخلة ابن عباد للبرز إلى في اغتياله فركب المعتلي لخيل أغارت على معسكره بقرمونة من جند ابن عباد وقد أكمنوا له فكبا به فرسه وقتل وتولى قتله محمد بن عبد الله البرز إلى وانقطعت دولة بنى حمود بقرطبة وكان أحمد بن موسى بن بقية والخادم نجى الصقلي وزيري دولة الحموديين عند أولها فرجعا إلى مالقة دار ملكهم واستدعوا أخاه إدريس بن علي ابن حمود من سبتة وطنجة وبايعوه على أن يولى سبتة حسن ابن أخيه يحيى فتم أمره بمالقة وتلقب المتأيد بالله وبايعه المرية وأعمالها ورندة والجزيرة وعقد لحسن ابن أخيه يحيى على سبتة ونهض معه نجى الخادم وكان له ظهور على ملوك الطوائف وكان أبوه القاسم بن عباد قد استفحل ملكه لذلك العهد ومديده إلى انتزاع البلاد من أيدي الثوار وملك أشبونة واستجة من يد محمد بن عبد الله البرز إلى وبعث العساكر مع ابنه إسماعيل لحصار قرمونة فاستصرخ محمد بن عبد الله بالقائد هذا وبزاوى فجاء زاوي بنفسه وبعث القائد هذا عساكره مع ابن بقية فكانت بينهم وبين ابن عباد حروب شديدة هزم فيها ابن عباد وقتل وحمل رأسه إلى إدريس المتأيد وهلك ليومين بعدها سنة احدى وثلاثين وأربعمائة واعتزم ابن بقية على بيعة ابنه يحيى الملقب حبون فأعجله عن ذلك نجى الخادم وبادر إليه من سبتة ومعه حسن بن يحيى المعتلي فبايعه البربر ولقب المستنصر وقتل ابن بقية وفر يحيى بن إدريس إلى قمارش فهلك بها سنة أربع وثلاثين ويقال بل قتله نجى ورجع نجى إلى سبتة ليحفظ ثغرها ومعه ولد حسن بن يحيى صبيا وترك السطيفى على وزارة حسن لثقته به وبايعته غرناطة وجملة من بلاد الأندلس
(١٥٤)