وشلطليش ومات سنة ثلاث وثلاثين وأوصى إلى أخيه محمد وضايقه المعتضد فهرب إلى قرطبة واستبد بها ابن أخيه فتح بن خلف بن يحيى وانخلع للمعتضد سنة خمس وأربعين وصارت هذه كلها من ممالك بنى عباد وتملك المعتضد أيضا مرسية وثار بها عليه ابن رشيق البناء وتسمى خاصة الدولة وبقي ثمان سنين ثم ثاروا عليه سنة خمس وخمسين ورجعوا لابن عباد وتملك المعتضد مرثلة من يد ابن طيفور سنة ست وثلاثين وكان تملكها من يد عيسى بن نسب الجيش الثائر بها وصارت هذه الممالك كلها في ملك ابن عباد وكانت بينه وبين باديس بن حبوس صاحب غرناطة حروب إلى أن هلك سنة احدى وستين وولى من بعده ابنه المعتمد بن المعتضد بن إسماعيل أبو القاسم بن عباد وجرى على سنن أبيه واستولى على دار الخلافة قرطبة من يد ابن جهور وفرق أبناءه على قواعد الملك وأنزلهم بها واستفحل ملكه بغرب الأندلس وعلت يده على من كان هنالك من ملوك الطوائف مثل ابن باديس بن حبوس بغرناطة وابن الأفطس ببطليوس وابن صمادح بالمرية وغيرهم وكانوا يطلبون سلمه ويعملون في مرضاته وكلهم يدارون الطاغية ويتقونه بالجزى إلى أن ظهر بالعدوة ملك المرابطين واستفحل أمر يوسف بن تاشفين وتعلقت آمال المسلمين في الأندلس باعانته وضايقهم الطاغية في طلب الجزية فقتل ابن عباد ثقته اليهودي الذي كان يتردد إليه لاخذ الجزية بسبب كلمة أسف بها ثم أجاز البحر صريخا إلى يوسف بن تاشفين وكان من اجازته إليه ومظاهرته إياه ما يأتي ذكره في أخباره ثم طلب الفقهاء بالأندلس من يوسف بن تاشفين رفع المكوس والظلامات عنهم فتقدم بذلك إلى ملوك الطوائف فأجازوه بالامتساك حتى إذا رجع من بلادهم رجعوا إلى حالهم وهو خلال ذلك يردد العساكر للجهاد ثم أجاز إليهم وخلع جميعهم ونقلهم إلى العدوة واستولى على الأندلس كما يأتي ذكره في أخباره وصار ابن عباد في قبضة حكمه بعد حروب نذكرها ونقله إلى اغمات قرية مراكش سنة أربع وثمانين وأربعمائة واعتقله هنالك إلى أن هلك سنة ثمان وثمانين وكانت بالأندلس ثغور أخرى دون هذه ولم يستول عليها ابن عباد فمنها بلد السهلة استبد بها هذيل بن خلف ابن رزين أول المائة الخامسة بدعوة هشام وتسمى مؤيد الدولة وهلك شهيدا سنة خمسين وملك بعده أخوه حسام الدولة عبد الملك بن خلف ولم يزل أميرا عليها إلى أن ملكها المرابطون من يده عند تغلبهم على الأندلس ومنها بلد البونت واللج تغلب عليها عبد الله بن قاسم الفهري أزمان الفتنة وتسمى نظام الدولة وهو الذي كان المعتمد عنده عندما ولاه الجماعة بقرطبة ومن عنده جاء إليها وهلك سنة احدى وعشرين وولى ابنه محمد يمين الدولة وكانت بينه وبين مجاهد حروب وهلك بعده ابنه أحمد عقد الدولة وهلك
(١٥٨)