الخاص من ذرية نبينا، وما ورثك الله من كتابه حرفا).
وقال أبو جعفر عليه السلام لقتادة: (أنت فقيه أهل البصرة؟ فقال هكذا يزعمون. فقال بلغني انك تفسر القرآن، قال: نعم، إلى أن قال: يا قتادة ان كنت انما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت، وان كنت قد فسرته من الرجال فقد هلكت وأهلكت. ويحك يا قتادة، انما يعرف القرآن من خوطب به).
ومال هذه الدعوى، اما إلى دعوى كون خصوص النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام مقصودين بالافهام فلذا لا يكون حجة بالنسبة إلى غيرهم، واما إلى دعوى كونه لغموض مطالبه أو لخفاء قرائنه التي بمعونتها يصل الناظر فيه إلى المقصود مختفيا عن غيرهم.
وعلى الأول يصير ما نحن فيه صغرى للبحث السابق أعني، ما ذكره (المحقق القمي) (قده) من عدم حجية الظواهر بالنسبة إلى غير من قصد افهامه.
الثاني: دعوى كون مطالبه شامخة عالية عن سطح افهام عامة الناس، كيف ولا يصل إلى فهم كلمات الأوائل الا الأوحدي من الأفاضل مع كونهم من البشر وكون كلماتهم مولودات أفكارهم الضعيفة فكيف بكلام خالق البشر، وهذا الوجه يرجع إلى الوجه الأول، غاية الأمر انه ذكر فيه علة اختصاص فهم القرآن بمن خوطب به.
الثالث: دعوى شمول المتشابه الممنوع عن اتباعه، للظاهر ولا أقل من احتمال شموله له لتشابه المتشابه واحتمال كون المراد به معنى يشمل الظاهر.
الرابع: دعوى شمول الأخبار الناهية عن التفسير بالرأي لحمل الظواهر على معناها.
الخامس: دعوى العلم الاجمالي بطرو تخصيصات وتقييدات وتجوزات في ظواهر الكتاب، فلا يجوز العمل بالأصول اللفظية فيها لكون كل من مواردها طرفا للعلم الاجمالي.
والجواب: اما عن الوجه الأول: فبان القرآن كما أشرنا إليه لم ينزل بنحو المعمى، بل نزل لبيان طرق صلاح الناس وهو بنفسه يدعو الناس إلى التأمل فيه والتدبر في آياته وقد أثر آثارا عجيبة في المسلمين في صدر الاسلام وكان العمل به والاستدلال به مما جرت عليه سيرة المسلمين، فإذا سمعوا مثلا قوله تعالى: (الله على الناس حج البيت) - الآية - فهموا المقصود منها من دون ان يحتاجوا إلى مراجعة النبي صلى الله عليه وآله كيف وربما استدلوا بما هو أخفى من هذه الآية من دون ان يردعهم النبي صلى الله عليه وآله أو الأئمة عليهم السلام وقد روى أن عليا عليه السلام لما خرج إلى صفين رأى جماعة