جعلت فداك رأيتك نزلت فسجدت قال إني ذكرت نعمة الله عز وجل على قال قلت قريبا من السوق والناس يجيئون ويذهبون فقال إنه لن يراني أحد ورواية يونس بن عمار المروية عن الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قال إذا ذكر أحدكم نعمة الله عز وجل فليضع خده على التراب شكر الله وان كان راكبا فلينزل وليضع خذه على التراب وان لم يكن يقدر على النزول للشهرة فليضع خده على قربوسه وان لم يقدر فليضع خده على كفه ثم ليحمد الله على ما أنعم عليه وعنه أيضا بسنده عن هشام بن احمر قال كنت أسير مع أبي الحسن (ع) في بعض أطراف المدينة إذ ثنى رجله عن دابته فخر ساجدا فأطال وأطال ثم رفع رأسه وركب دابته فقلت جعلت فداك قد أطلت السجود فقال انني ذكرت نعمة أنعم الله تعالى بها على فأجبت ان اشكر ربي وخبر إسحاق بن عمار المروي عن المكارم قال خرجت مع أبي عبد الله (ع) وهو يحدث نفسه ثم استقبل القبلة فسجد طويلا ثم الزق خده الأيمن بالتراب طويلا قال ثم مسح وجهه ثم ركب فقلت له بأبي أنت وأمي لقد صنعت شيئا ما رايته قط قال يا اسحق اني ذكرت نعمة من نعم الله عز وجل علي فأحببت ان أذلل نفسي يا اسحق ما أنعم الله على عبد نعمة فعرفها بقلبه وجهر بحمد الله عليها ففرغ عنها حتى يؤمر بالمزيد من الدارين وخبر أبي عبيدة الحذاء المروي عن المحاسن قال كنت مع أبي جعفر (ع) في طريق المدينة فوقع ساجدا لله فقال لي واستتم قائما يا زياد أنكرت علي حين رأيتني ساجدا فقلت بلي جعلت فداك قال ذكرت نعمة أنعمها الله علي فكرهت ان أجوز حتى أؤدي شكرها ويدل على استحبابها عقيب الصلوات أيضا خصوصا الفرائض اخبار كثيرة ربما تبلغ حد الواتر منها ما عن الصدوق والشيخ في الصحيح عن مرازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال سجدة الشكر واجبة على كل مسلم تتم بها صلاتك وترضى بها ربك وتعجب الملائكة منك وان العبد إذا صلى ثم سجد سجدة الشكر فتح الرب تعالى الحجاب بين العبد وبين الملائكة فيقول يا ملائكتي انظروا إلى عبدي أدى قرضي كما عن الفقيه وقربتي كما عن التهذيب وأتم عهدي ثم سجد لي شكرا على ما أنعمت به عليه ملائكتي ما ذا له عندي قال فتقول الملائكة يا ربنا رحمتك ثم يقول الرب تبارك وتعالى ثم ما ذا له فتقول الملائكة يا ربنا جنتك فيقول الرب تبارك وتعالى ثم ما ذا له فتقول يا ربنا كفاية مهمه فيقول الرب تبارك وتعالى ثم ماذا له فلا يبقى شئ من الخير الا قالته الملائكة فيقول الله تبارك تعالى يا ملائكتي ثم ما ذا له فيقول الملائكة ربنا لا علم لنا قال فيقول الله تبارك وتعالى لأشكرنه كما شكرني واقبل عليه بفضلي واريه وجهي كما عن الفقيه ورحمتي كما عن التهذيب إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة التي لا يهمنا نقلها وما في الصحيح عن سعد بن سعد الأشعري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال سئلته عن سجدة الشكر فقال واي شئ سجدة الشكر فقلت له ان أصحابنا يسجدون بعد الفريضة سجدة واحدة ويقولون هي سجدة الشكر (فقال إن الشكر) إذا أنعم الله على عبد والنعمة ان يقول سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين فمما يجب رد علمه إلى أهله والذي يغلب على الظن جرية مجرى التقية كما يؤيد ذلك التوقيع المروي عن كتاب الاحتجاج فيما كتبه الحميري إلى القائم عجل الله فرجه يسئله عن سجدة الشكر بعد الفريضة فان بعض أصحابنا ذكر انها بدعة فهل يجوز ان يسجدها الرجل بعد الفريضة وان جاز ففي صلاة المغرب هي بعد الفريضة أو بعد الأربع ركعات النافلة فأجاب عليه السلام سجدة الشكر من الزم السنن وأوجبها ولم يقل ان هذه السجدة بدعة الا من أراد ان يحدث في دين الله بدعة ومما يدل على استحبابها عقيب النوافل خبر المفضل المروي عن الصادق عليه السلام قال العبد إذا قام بعد نصف الليل بين يدي ربه فصلى له أربع ركعات في جوف الليل المظلم ثم سجد سجدة الشكر بعد فراغه فقال ما شاء الله مأة مرة ناداه الله جل جلاله من فوق عرشه عبدي إلى كم تقول ما شاء الله انا ربك والى المشيئة وقد شئت قضاء حاجتك فسلني ما شئت وموثقة علي بن فضال المروي عن العيون في حديث قال رأيت أبا الحسن (ع) صلى ست ركعات أو ثمان ركعات قال وكان مقدار ركوعه و سجوده ثلث تسبيحات أو أكثر فلما فرغ سجد سجدة أطال فيها حتى بل عرقه الحصى قال وذكر بعض أصحابنا انه الصق خديه بأرض المسجد مضافا إلى عموم معاقد الاجماعات المحكية على استحبابها مع كون المقام مقام المسامحة خصوصا مع عموم استحبابها الكل نعمة فإنها نعم أداء الفرائض والنوافل فان التوفيق لذلك من أفضل النعم ثم إن النصوص الواردة في الباب على انحاء منها ما يظهر منه إرادة سجدة واحدة حاصلة بوضع الجبهة على الأرض كما هو المتبادر من اطلاق اسمها وهذه الطائفة هي أغلب اخبار الباب وقد تقدم جملة منها وما اشتمل على مجرد وضع الخدين مثل خبر إسحاق بن عمار المروي عن الفقيه والتهذيب قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول كان موسى بن عمران (ع) إذا صلى لم ينفتل حتى يلصق خده الأيمن بالأرض وخده الأيسر بالأرض وعن الفقيه مرسلا قال قال أبو جعفر (ع) أوحى الله تعالى إلى موسى بن عمران (ع) أتدري لم اصطفيتك بكلامي دون خلقي قال موسى لا يا رب قال يا موسى اني قلبت عبادي ظهرا وبطنا فلم أجد فيهم أحد أذل نفسا لي منك يا موسى انك إذا صليت وضعت خديك على التراب وفي بعض الأخبار الاجتزاء بوضع الخد مطلقا كخبر يونس بن عمار بن أبي عبد الله عليه السلام قال إذا ذكر أحدكم نعمة الله عز وجل فليضع خده على التراب شكرا لله وان كان راكبا فلينزل وليضع خده على التراب الحديث وفي خبر إسحاق بن عمار المتقدمة عن أبي عبد الله عليه السلام إذا ذكرت نعمة الله عليك وكنت في موضع لا يراك أحد فالصق خدك بالأرض الحديث وفي كثير من الاخبار الجمع بين السجدة وتعفير الخدين بعدها ثم الرفع مثل خبر محمد بن سليمان عن أبيه قال خرجت مع أبي الحسن موسى عليه السلام إلى بعض أمواله فقام إلى صلاة الظهر فلما فرغ خر ساجدا فسمعته يقول بصوت حزين وتغرغر دموعه رب عصيتك بلساني ولو شئت وعزتك لأخرستني وعصيتك ببصري ولو شئت وعزتك لأكممتني وعصيتك بسمعي ولو شئت وعزتك لأصممتني وعصيتك بيدي ولو شئت وعزتك لكنعتني وعصيتك برجلي ولو شئت وعزتك لجذمتني وعصيتك بفرجي ولو شئت وعزتك لعقمتني وعصيتك بجميع جوارحي التي أنعمت بها علي وليس هذا جزاؤك مني قال ثم أحصيت له الف مرة وهو يقول العفو العفو قال ثم الصق خده الأيمن بالأرض وسمعته يقول بصوت حزين بؤت إليك عملت سوء وظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب غيرك يا مولاي ثلث مرات ثم الصق خده الأيسر بالأرض فسمعته يقول ارحم من أساء و اقترف واستكان واعترف ثلث مرات ثم رفع رأسه وورد في بعض الأخبار العود إلى السجدة بعد التعفير مثل خبر عبد الله بن جندب المروي عن الكافي والفقيه
(٣٦٣)