الاسلام وشرب من ماء الثعلبية ومن شاطئ الفرات، أعاقب من شئت وأعفو عمن شئت، لقد ذعرت المخدرات في خدورهن، وان كانت المرأة ليبكي ابنها فلا ترهبه ولا تسكته الا بذكر اسمي فاتقوا الله يا أهل العراق، أنا الضحاك بن قيس أنا أبو أنيس انا قاتل عمرو بن عميس. فقام اليه عبد الرحمن بن عبيد فقال: صدق الأمير وأحسن القول! ما أعرفنا والله بما ذكرت لقد لقيناك بغربي تدمر فوجدناك شجاعا مجربا صبورا، ثم جلس وقال: أيفخر علينا بما صنع علينا ببلادنا أول ما قدم، أما والله لأذكرنه أبغض مواطنه اليه. قال فسكت الضحاك قليلا وكأنه خزي واستحيا ثم قال: نعم كان ذلك اليوم، باخرة بكلام ثقيل، ثم نزل.
قال محمد بن مخنف: قلت لعبد الرحمن بن عبيد: أو قيل له لقد اجترأت حين تذكره هذا اليوم وتخبره انك كنت فيمن لقيه؟ فقال: لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
أخباره عند حرب الخوارج قال ابن الأثير: ان عليا عليه السلام لما استنفر الناس بالكوفة إلى حرب أهل الشام بعد الحكمين، وطلب من الرؤساء ان يكتب له كل رئيس ما في عشيرته من المقاتلة، قام اليه جماعة من الرؤساء وقالوا: سمعا وطاعة، وكتبوا له ما طلب، فكان من جملة الذين قاموا حجر بن عدي.
ثم قال ابن الأثير: ان عليا عليه السلام عبا أصحابه يوم النهروان، فكان على ميمنته حجر بن عدي.
كلامه بعد وقعة النهروان في الدرجات الرفيعة: ومن كلامه لأمير المؤمنين عليه السلام حين استنفر أهل الكوفة للقتال بعد وقعة النهروان فلم يجيبوه بما يرضاه وأكثروا اللغط في حضرته فساءه ذلك منهم، فقام حجر فقال: لا يسؤك يا أمير المؤمنين! مرنا بأمرك نتبعه فوالله ما نعظم جزعا على أموالنا ان نفذت ولا على عشائرنا ان قتلت في طاعتك اه.
خبره ليلة قتل أمير المؤمنين عليه السلام روى الشيخ المفيد وغيره ان ابن ملجم وصاحبيه وردان التيمي وشبيب بن بجرة الأشجعي لما عزموا على قتل أمير المؤمنين عليه السلام ألقوا إلى الأشعث بن قيس ما في نفوسهم فواطأهم عليه، وحضر الأشعث بن قيس في تلك الليلة لمعونتهم على ما اجتمعوا عليه وكان حجر بن عدي في تلك الليلة بائنا في المسجد، فسمع الأشعث يقول لابن ملجم: النجاء النجاء بحاجتك، فقد فضحك الصبح!. فأحس حجر بما أراد الأشعث وقال له قتلته يا أعور. وخرج مبادرا ليمضي إلى أمير المؤمنين ليخبره بالخبر ويحذره من القوم، فخالفه أمير المؤمنين عليه السلام في الطريق فدخل المسجد فسبقه ابن ملجم فضربه بالسيف، فاقبل حجر والناس يقولون: قتل أمير المؤمنين اه. وفي مروج الذهب. قد كان ابن ملجم مر بالأشعث وهو بالمسجد فقال له فضحك الصبح! فسمعها حجر بن عدي، فقال: قتلته يا أعور قتلك الله اه.
أخباره مع الحسن عليه السلام في شرح النهج الحديدي عن أبي الفرج ان الحسن عليه السلام لما بلغه مسير معاوية بالعساكر قاصدا العراق وأنه عبر جسر منبج تحرك وبعث حجر بن عدي فامر العمال والناس بالتهيؤ الخ... ومن أخباره مع الحسن عليه السلام ما ذكره المدائني وغيره انه لما كان من صلح الحسن عليه السلام لمعاوية ما كان دخل عبيدة بن عمرو الكندي، وهو من قوم حجر بن عدي، على الحسن عليه السلام وكان على وجهه ضربة أصابته وهو مع قيس بن سعد بن عبادة، فقال الحسن عليه السلام: ما الذي أرى بوجهك؟ فقال: جرح أصابني مع قيس. فالتفت حجر إلى الحسن فقال: لوددت انك مت قبل هذا اليوم ومتنا معك ولم يكن ما كان! انا رجعنا راغمين بما كرهنا ورجعوا مسرورين بما أحبوا!. فتغير وجه الحسن عليه السلام وغمز الحسين عليه السلام حجرا فسكت. فقال الحسن: يا حجر! ليس كل الناس يحب ما تحب، ولا رأيه رأيك، وما فعلت ما فعلت الا ابقاء عليكم والله كل يوم في شأن اه. ولا شك أن هذا الكلام فيه سوء أدب من حجر مع الحسن، ولكنه دعاه اليه شدة الحب وزيادة الغيظ مما كان.
من أخباره مع معاوية ما ذكره ابن الأثير قال: كتب معاوية إلى المغيرة ليلزم زيادا وحجر بن عدي وسليمان بن صرد وجماعة بالصلاة في الجماعة، فكانوا يحصرون معه الصلاة. وانما ألزمهم ذلك لأنهم كانوا من شيعة علي اه.
مقتله والسبب فيه ننقل ذلك من عدة كتب معتمدة مشهورة نذكر أسماءها، ونشير إلى مواقع الاختلاف والزيادة والنقصان فيها. وقد يمكن للناظر أن يستنتج الصواب أو القريب منه من مجموع ذلك.
خبره مع المغيرة بن شعبة روى الطبري في تاريخه عن هشام بن محمد بأسانيده، وذكره ابن الأثير في تاريخه ان معاوية بن أبي سفيان لما ولى المغيرة بن شعبة الكوفة في جمادى الأولى سنة 41، قال: قد أردت ايصاءك بأشياء كثيرة فانا تاركها اعتمادا على بصرك، ولست تاركا ايصاءك بخصلة لا تترك شتم علي وذمه، والترحم على عثمان، والعيب لأصحاب علي والاقصاء لهم، والاطراء لشيعة عثمان والادناء لهم. فقال: قد جربت وجربت وعملت قبلك لغيرك فلم يذممني، وستبلوا فتحمد أو تذم، وأقام المغيرة عاملا لمعاوية على الكوفة سبع سنين وأشهرا. وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق:
كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة: اني قد احتجت إلى مال فأمدني بالمال فجهز المغيرة اليه عيرا تحمل مالا، فلما فصلت العير بلغ حجرا وأصحابه.
فجاء حتى أخذ بالقطار فحبس العير وقال: والله لا تذهب حتى تعطي كل ذي حق حقه، فبلغ المغيرة ذلك، فقال شباب ثقيف: ائذن لنا حتى نأتيك برأسه الساعة. فقال: لا والله ما كنت لأقتل حجرا ابدا. فبلغ ذلك معاوية فعزله و استعمل زيادا اه. والذي ذكره المؤرخون أن معاوية لم يستعمل زيادا على الكوفة الا بعد موت المغيرة كما يأتي. وذكر الطبري في تتمة حديثه السابق وابن الأثير وأبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني بأسانيده، وذلك منتزع من جميع كلامهم أن المغيرة بن شعبة لما ولي الكوفة، كان لا يدع ما وصاه به معاوية من شتم علي والوقوع فيه، والدعاء لعثمان والاستغفار له والتزكية لأصحابه فكان يقوم على المنبر فيذم علي بن أبي طالب وشيعته وينال منهم، ويلعن قتلة عثمان ويستغفر لعثمان