الفطنة ثقة ثبت عين عارف بالأخبار والتفسير والفقه والأصول والكلام والحكمة والعربية جامع لجميع الكمالات وليس له في جامعيته وحدة حدسه وحضور جوابه وذكائه ورقة طبعه في عصره نظير ولا قرين وكان أستاذنا ومعتمدنا وبه في جميع العلوم استنادنا مد الله تعالى في عمره وزاد في تأييده ورتبته اه وفي اللآلئ الثمينة تأليف السيد حسن بن السيد إبراهيم بن معصوم القزويني: هو من مشايخ الوالد العلامة وكان يصف فضله ودقة ذهنه وغاية احتياطه في القضايا والأحكام ونهاية أنصافه له رسائل متفرقة وتعليقات على الروضة البهية اه وهذه التعليقات مطبوعة مع الروضة على الهامش.
وكان المترجم من مشايخ الإجازة وله ذكر في سلسلة أكثر الإجازات وفي تتمة أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني تلميذ بحر العلوم: الشيخ محمد جعفر بن عبد الله الكمرئي ختن آقا محمد حسين الخوانساري، توفي بأصبهان. أقول: مر أنه دفن بالحائر، ومر قول بأنه توفي آيبا من الحج ودفن بالنجف وهو الصواب كما تدل عليه مرثيته الآتية وما مر من أنه توفي بأصبهان ودفن بالحائر سهو قال ولأستاذنا ميرزا قوام الدين محمد القزويني فيه مرثية ذكر فيها تاريخ وفاته كان قاضي أصبهان وشيخ الاسلام فيها فاضل أحاط بأفق الفضيلة، خاض في بحار العلوم فاخرج منها درا ومرجانا، أعظم الأفاضل شانا وأنورهم برهانا، كان له تحرير فائق وتعبير عن المطالب رائق وإحاطة تامة بأنواع العلوم، له من كل فن سهام عالية، حقق كل مسالة من مسائل العلوم بما لا مزيد عليه، واستنبط في مقاله الحق بحيث يظهر لكل أحد ما له وما عليه وبالجملة لا مماثل له ولا معادل كان في أوائل أمره معتزلا عن المناصب ثم ولي القضاء فباشره مراعيا للكتاب والسنة فأتعب نفسه وأراضها تمام الرياضة وبالغ في إبطال الباطل وإحقاق الحق. حكي أنه رقي المنبر في المسجد الجامع وكان من جملة ما تكلم به: أيها الناس من حكمت عليه ولم يرض فلا أبالي لأني ما حكمت على أحد إلا وقد قطعت أنه يقينا حكم الله، ومن ضاع حقه بسبب تدقيقي في الشهود وكان الحق له في الواقع فليحلني. له حاشية على شرح اللمعة إلى أواسط كتاب الطهارة، ثم كتب بعد ذلك على كتاب الإقرار، وله حواش متفرقة على ذلك الكتاب، ورسالة فارسية في الطبيعي والإلهي من الحكمة النظرية اه وفي روضات الجنات: الشيخ قوام الدين جعفر بن عبد الله بن إبراهيم الحويزي الأصل الكمرئي المولد الأصفهاني المسكن النجفي المدفن انتهت إليه رياسة الفئة الناجية في عصره بأصفهان وعليه مدار الحكومة والقضاء والفتيا والتدريس وكان الآقا حسين الخوانساري شديد التعلق به حسن الاعتقاد فيه مقدما له على سائر رجاله الآجلة في ارجاع عظائم الأمور اليه، كما وجدناه في مجاميع بعض معاصريه. وكان من اشهر مناصبه القضاء بأصفهان طول حياته بحيث قد عرف به بين الأصحاب.
مشايخه في روضات الجنات: الظاهر أن غالب تلمذه في المعقول والمنقول والفروع والأصول على المولى محمد باقر السبزواري صاحب الذخيرة والكفاية، وعلى الآقا حسين الخوانساري، وقرأ في الحديث على المولى محمد تقي المجلسي ويروي عنه إجازة.
تلاميذه في روضات الجنات: تلمذ عليه جماعة - الأول - محمد أكمل والد الآقا محمد باقر البهبهاني - الثاني - الحاج محمد الأردبيلي صاحب جامع الرواة - الثالث - السيد صدر الدين القمي شارح الوافية - الرابع - الميرزا قوام الدين محمد بن محمد مهدي الحسني السيفي القزويني مؤلفاته يعلم مما مر أن له (1) ذخائر العقبى في التعقيبات في روضات الجنات لم يكتب مثله (2) حواشي الروضة وليس فيها مزيد تحقيق (3) رسالة فارسية في الحكمة الطبيعية والآلأهية (4) رسالة وجيزة في حكم ولاية الوصي على نكاح الصغيرين كتبها بالتماس بعض فضلاء عصره في الروضات: وكأنه الآقا حسن الخوانساري أو ولده الآقا جمال الدين.
رثاؤه رثاه تلميذه السيد قوام محمد المقدم ذكره بقوله من قصيدة:
الدهر ينعي الينا المجد والكرما * والعلم والحلم والأخلاق والشيما ولا تطيق الجبال الشم داهية * دهياء دك لها الاسلام وانثلما يا صبر هذا فراق بيننا ومتى * تطاق والدهر أوهى الركن فانهدما يا عين جودي فعين الجود غائرة * تبكي عليها العيون الساهرات دما أين الذي بسط الإحسان منبسطا * قد عم فيض نداه العرب والعجما أين الذي فسر الآيات محكمة * أين الذي هذب الأحكام والحكما وباطل كان بالتحقيق يدمغه * كأنه بقدوم يكسر الصنما لله أيامنا اللاتي مضين لنا * إذ نحن من نوره نستكشف البهما كانت هي العمر مرت وهي مسرعة * وهل سمعت بحي عمره انصرما وأخوة بصفاء الود رافقهم * فجمعهم بعده عقد قد انفصما إن - الإشارات - بعد الشيخ مبهمة * كما - الشفاء - عليل يشتكي السقما بات - الصحاح - سقيما منذ فارقه * - عين الخليل - أصيبت عينه بعمى تبكي عليه عيون العلم تسعدها * شروحها وحواشيها وما رقما تمضي الليالي ولا تفنى مآثره * يبقى على صفحة الأيام ما رسما طوبى له من وفى في مهاجره * من بيته وهو يرجو الله معتصما والنفس في عرفات الشوق والهة * والقلب منه بنار اللوعة اضطرما وإذ أناف على وادي السلام رأى * من جانب القدس نورا يكشف الظلما فحل في مجمع الأرواح يصحبهم * بالجسم والروح لا يلقى به سأما مقربا في منى التسليم مهجته * أبدى من الحب ما في صدره انكتما فالناظرون إلى اشراق جبهته * يرون ثغر الرضا في وجهه ابتسما والعاكفون على أطراف مضجعه * يستنشقون نسيم الخلد قد نسما قف بالسلام على أرض الغري وقل * بعد السلام على من شرف الحرما مني السلام على قبر بحضرته * أهمى عليه سحاب الرحمة الديما تاريخ ما قد دهانا غاب نجم هدى * والله يهدي بباقي نوره الأمما - 1115 جعفر بن عبد الله رأس المذري ابن جعفر الثاني بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب عليه السلام أبو عبد الله (رأس المذري) وفي بعض النسخ - رأس المذاري - هذه النسبة لم يظهر لنا إلى أي شئ هي بعد مزيد التفتيش والتنقيب في مظان ذلك - والمذار - في أنساب السمعاني عن السدامي الحافظ قرية بأسفل أرض البصرة وفي معجم البلدان المذار في ميسان بين واسط والبصرة وفي البلدان لليعقوبي هي مدينة ميسان على دجلة اه ويغلب على الظن أن رأس المذري