قال: لو كشفت فداك أبي وأمي الرين عن قلوبنا وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا، قال: قدك فإنك امرؤ ملبوس عليك ان دين الله لا يعرف بالرجال بل بآية الحق فاعرف الحق تعرف أهله، يا حار ان الحق أحسن الحديث والصادع به مجاهد وبالحق أخبرك ثم خبر به من كانت له حصانة من أصحابك الا اني عبد الله وأخو رسوله وصديقه الأول. (إلى أن قال): خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة: أنت مع من أحببت ولك ما احتسبت. أو قال: ما اكتسبت، قالها ثلاثا، فقال الحارث وقام يجر رداءه جذلا: ما أبالي وربي بعد هذا متى لقيت الموت أو لقيني. قال جميل بن صالح فأنشدني السيد بن محمد في كتابه:
قول علي لحارث عجب * كم ثم أعجوبة له حملا يا حار همدان من يمت يرني * من مؤمن أو منافق قبلا يعرفني طرفه (1) واعرفه * بنعته واسمه وما فعلا وأنت عند الصراط تعرفني (3) * فلا تخف عثرة ولا زللا أسقيك من بارد على ظمأ * تخاله في الحلاوة العسلا أقول للنار حين تعرض (4) * للعرض للعرض دعيه لا تقتلي (5) الرجلا دعيه (6) لا تقربيه ان له * حبلا بحبل الوصي متصلا (انتهى الأمالي) وأورد ابن شهرآشوب هذه الأبيات في المناقب ناسبا لها إلى السيد الحميري وزاد بعد البيت الأخير:
هذا لنا شيعة وشيعتنا * أعطاني الله فيهم الأملا وتوهم ابن أبي الحديد ان هذا الشعر منسوب إلى أمير المؤمنين عليه السلام. وهذا التوهم نشأ من النظر إلى قوله يا حار همدان الخ فظن أن المروي عنه أنه قال ذلك هو أمير المؤمنين لأنه لم يطلع على البيت الأول.
وفي الديوان المنسوب اليه ع ذكر هذه الأبيات وذكر البيت الأول في آخرها ولم يتفطن جامعه إلى أن هذا البيت يدل على أن كل الأبيات ليست له عليه السلام سواء أذكر في أولها أم آخرها ونقل صاحب مجالس المؤمنين هذه الأبيات عن الديوان ناسبا لها إلى أمير المؤمنين عليه السلام ولم يتفطن إلى أن البيت الأخير يدل على أنها ليست له.
وفي مروج الذهب: في أيام عبد الملك بن مروان توفي الحارث الأعور صاحب علي عليه السلام وهو الذي دخل على علي فقال يا أمير المؤمنين ألا ترى إلى الناس قد اقبلوا على هذه الأحاديث وتركوا كتاب الله قال وقد فعلوها قال نعم قال اما اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ستكون فتنة قلت فما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبا ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن أراد الهدى في غيره أضله الله هو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم والصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ عنه العقول ولا تلتبس به الألسن ولا تنقضي عجائبه ولا يعلم علم مثله هو الذي لما سمعته الجن قالوا (انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد) من قال به صدق ومن زال عنه عدا ومن عمل به اجر ومن تمسك به هدي إلى صراط مستقيم خذها إليك يا أعور.
بعض ما روي من طريقه ومما روي من الاخبار من طريقه ما في خصال الصدوق قال: حدثنا أبي: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله حدثنا المعلى بن محمد البصري عن محمد بن جمهور العمي عن جعفر بن بشير البجلي عن أبي بحر عن شريح الهمداني عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث الأعور قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ثلاث بهن يكمل المسلم: التفقه في الدين والتقدير في المعيشة والصبر على النوائب.
التمييز في مشتركات الطريحي والكاظمي باب الحارث المشترك بين من يوثق به وغيره ويمكن استعلام انه الأعور الجليل الفقيه بوقوعه في طبقة رجال علي عليه السلام لأنه من أصحابه وممن روى عنه (اه).
الحارث بن عبد الله بن أوس الحجازي كنيته أبو ياسين.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
الحارث بن عبد الله التغلبي.
قال النجاشي كوفي ضعيف له كتاب. أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون عن أحمد بن محمد بن سعيد: حدثنا محمد بن سالم بن عبد الرحمن الأزدي حدثنا الحارث (اه). وفي لسان الميزان الحارث بن عبد الله التغلبي الكوفي ذكره ابن النجاشي في رجال الشيعة وقال روى عنه محمد بن سالم بن عبد الرحمن الأزدي قال وكان الحارث هذا ضعيفا.
التمييز في مشتركات الكاظمي باب الحارث بن عبد الله ولم يذكره شيخنا مشترك بين الأعور الهمداني من أولياء أمير المؤمنين عليه السلام وبين ابن أوس الحجازي أبي يسين من أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبين التغلبي الكوفي الضعيف ويعرف برواية محمد بن سالم بن عبد الرحمن الأزدي عنه (اه).
الحارث بن عرفجة الأنصاري.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
الشريف الحارث بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي.
ذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء كما في بعض النسخ وقال له قبس الأنوار في نصرة العترة الأخيار وغنية النزوع حسن (اه). وفي رياض العلماء قاله ابن شهرآشوب في معالم العلماء في النسخ التي عندنا وفي موضع آخر من الرياض ان ابن شهرآشوب في معالم العلماء في النسخ التي رأيناها ذكره بعنوان الشريف الحارث بن علي بن زهرة (اه). وفي نسخة مخطوطة من معالم العلماء حمزة بن علي بن زهرة بدل الحارث ولم يذكر الحارث أصلا وكذلك في نسخة المعالم المطبوعة بإيران. فيظهر ان نسخة المعالم كان فيها الحارث بدل حمزة سهوا من قلم المؤلف أو من النساخ ثم أصلح فوضع حمزة بدل الحارث وبقيت بعض النسخ بدون اصلاح فوقع هذا الاختلاف.
وكيف كان فوجود من اسمه الحارث بن علي بن زهرة لم يثبت ووجوده في بعض نسخ المعالم الظاهر أنه سهو كما مر ويدل عليه ان كتاب غنية النزوع معروف مشهور انه للسيد حمزة ولم يسمع بكتاب بهذا الاسم لغيره ويوضح