توثب الحاج جابر عليه فأضمر رحمة الله له السوء وبلغ جبرا ذلك فاعتذر إلى رحمة الله وطيب قلبه فرضي عنه وما زال أمر الحاج جابر يعلو حتى عصى على رحمة الله واستقل بالمحمرة وضمنها من الدولة الإيرانية وتعهد بالمال المرتب عليها من قبلها وذلك في عصر الشاه ناصر الدين القاجاري وبلغ من جرأته وحضور جوابه أنه كان يوما بحضرة الشاه في جمع حافل فقال له الشاه إنك من عمالنا فعليك أن تترك اللباس العربي وتلبس اللباس الإيراني فقال له يا قبلة العالم أنت تريدني للطاعة ولا شغل لك بثيابي فأنا حر ألبس ما شئت فضحك ناصر الدين من جوابه وعجب من جرأته وكان يوما بحضرة ناصر الدين جماعة من الأمراء فجعل الشاه يوزع عليهم الدنانير فقبض شرفيا وأومأ إلى الحاج جابر أن يتقدم ويأخذه فقبض على طرفي ثوبه وفتحه وتقدم إلى الشاه وأجزل عطيته. وكانت الدولة العثمانية - تدعي ملكية المحمرة ونواحيها وجرت لها مع الحاج جابر حروب كثيرة وفي بعضها انتصرت عليه وفتحت المحمرة وكان الفاتح لها الوزير علي رضا حيدرة ومعه العساكر النظامية وعرب زبيد بقيادة أميرها وادي وآل عقيل بقيادة سليمان وعرب نجد بقيادة ابن مشاري وبنوطي وعرب السعدون بقيادة أميرهم طلال وفي هامش ديوان عبد الباقي المطبوع أن المراد بطلالهم في البيت الآتي هو شيخ بني الرشيد جاء معينا لهم اه وصريح البيت ينفي ذلك واستولى علي رضا على الفلاحية وشيخها يسمى ثامر وأقام علي رضا في إمارة المحمرة رجلا يدعى عبد الرضا وفي ذلك يقول عبد الباقي العمري الشاعر المشهور من قصيدة:
فتحنا بحمد الله حصن المحمرة * فأضحت بتسخير الاله مدمره بسيف علي ذي الفقار الذي لنا * لقد أخلصت صقلا يد الله جوهره (وجابر) أورثناه كسرا (بكعبه) * وليس لعظم قد كسرناه مجبره غدا هاربا يبغي النجاة بنفسه * وخلى قناطير التراث المقنطرة ونخل أمانيه (بمكتوم) خبثه * عثا كلها في غدر (تأمر) مثمرة على ساقها قامت لكعب قيامة * فزلت بهم أقدامهم متعثرة غدوا طعمة للسيف إلا أقلهم * قد اتخذوا من شط (كارون) مقبره فكارون يحكي النهران وهذه * الخوارج والغازي الغضنفر حيدره سقى الرفض ساقي الحوض كأس منية * غداة وردنا بالمسرات كوثره فيا عجبا من شيعة كيف تدعي * ولاء علي وهي عنه منفرة وأمست (بنو النصار) والرفض دينها * على ما دهاها من علي مفكره قطعنا من الدروند حبل وريدهم * بلى وأصبنا من طلي الرفض منحره وآل زبيد صولجان رماحهم * دعا رؤسا كعب جماجمها كره وقد سال (واديهم) وصال بجمعه * عليهم فأصبحن الجموع مكسره وحفت به من آل حمير أسرة * فكانوا لنا عن قوم تبع تذكره وآل عقيل مع سليمان شيخهم * على السور قد شاهدتها متسورة وأقيال نجد لم نجد كطرادها * بيوم أثار ابن المشاري عثيرة وفارس طي في جحافل خيله * أتى بمساع في الحروب موفره وخيل بني السعدون كر (طلالهم) * إلى أهله والخيل بالمال موقره وطار بسر (الباز) صيت عقابنا * لهم فغدت شيراز منهم مطيره وعن (كعب) الأخبار متهمة سرت * ومنجدة فيها الرواة ومغوره وفي مجمع البحرين آيات حربنا * عن الخضر يوريها الكليم مفسره (وجابر) في حصن الكويت قد التجأ * إلينا وقاد الصافنات المضمره وقد شملته من علي مراحم * وخلعه فخر فيه كمل مفخرة علي رضا بالسيف حكم عبده * فقيل له عبد الرضا حين أمره وطابت له سكنى فلاحية الهنا * وقد حاز من رستاق ثامر أكثره وفر لنحوه الهنديان وقومه * لعبد الرضا انحازت وكرت مقهقره وهذه القصيدة تنفي قول من يقول إن عبد الباقي كان شيعيا كما يحكى عن عمنا السيد عبد الله رحمه الله إلا أن يكون تشيع بعدها أو قال ذلك مداراة لسلطان زمانه. وفي القصيدة مما لم نذكره ما هو أشد تحاملا على الشيعة مما ذكرناه والله العالم باسرار عباده. ولم يجسر العثمانيون على التوغل في نواحي الأهواز فبقوا في المحمرة التي هي قطعة من الأهواز محل إمارة شيوخ كعب، والأهواز قطعة من خوزستان التي تعم المحمرة والفلاحية والحويزة وشوشتر ودزفول وغيرها، ثم أن الحاج جابر خان عاد فأخرج العثمانيين منها وبقي أميرا فيها إلى أن توفي ثم ملكها بعده الشيخ مزعل ثم قتله أخوه الشيخ خزعل وتولى الإمارة مكانه وبقي إلى أن نفته الدولة الإيرانية إلى طهران فمات فيها منفيا في هذه السنين وسبحان من لا يدوم إلا ملكه.
جابر بن محمد بن أبي بكر ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين عليه السلام وفي لسان الميزان جابر بن محمد بن أبي بكر الكوفي روى عن علي بن الحسين ذكره الطوسي في رجال الشيعة اه.
السيد جابر بن محمد بن جابر بن محمد بن جبل بن ملاعب بن سمار بن ملاعب بن عبد الله ابن الأمير مهنا الأعرج ابن الحسين شهاب الدين ابن الأمير مهنا الأكبر الحسيني المدني.
ذكره السيد ضامن بن شدقم الحسيني المدني في كتابه تحفة الأزهار فقال: كان فيه سماحة نفس وعذوبة منطق ولديه فقاهة ومروة وتقوى، جلس بعد أبيه بالمدينة المنورة قائما في الفقه بتدريس المعتمدين عليه متكفلا بتعليم المستندين إليه وكانت قراءته على المؤلف طاب ثراهما في النافع ثم توجه إلى الحسا وتملك بها ثم توجه إلى أصفهان ومات وقبر بهارون ولاية اه ومراده بالمؤلف هو جده السيد حسن النقيب مؤلف زهر الرياض.
السيد جابر المدني ابن محمد بن جويبر الحسيني الأعرجي العبيدلي.
ذكره السيد ضامن بن شدقم في تحفة الأزهار وأثنى عليه وقال تلمذ على جدي السيد حسن المؤلف النسابة ثم توجه إلى بلاد العجم فاشتغل هناك برهة من الزمان ثم عاد إلى وطنه عن طريق الحسا فأقام بها ثم عاد إلى أصفهان فأدركته المنية وقبره بإزاء قبر هارون ابن الإمام الكاظم عليه السلام وخلف جابر محمدا وأحمد وحسنا والمرتضى وعليا اه ويحتمل اتحاده مع سابقه.
جابر المكفوف الكوفي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام وقال الكشي: ما روي في جابر المكفوف. محمد بن مسعود قال حدثني علي بن الحسن عن العباس بن عامر عن جابر المكفوف عن أبي عبد الله عليه السلام قال دخلت عليه فقال أما يصلونك قلت بلى ربما فعلوا قال فوصلني بثلاثين دينارا وقال يا جابر كم من عبد إن غاب لم يفقدوه وإن شهد لم يعرفوه في أطمار لو أقسم على الله لأبر قسمه اه ومر أن ابن حجر في لسان الميزان