فيس موريس مستشار سفارة انكلترة يلتمس منه ايصاله إلى باخرة ليخرج من الآستانة فتعهد له بذلك وان السلطان ارسل إلى جمال الدين يناشده بأسم الاسلام ان لا يمس كرامة الخليفة بطلب حماية أجنبية، فثارت في نفسه الحمية الاسلامية وارسل إلى المستشار انه عدل عن السفر، وبعد اشهر ظهر في حنكه مرض السرطان وجرى ما قدمناه عند ذكر سبب وفاته اه.
بعض ما يؤثر عنه من الكلمات القصار ذكرها الشهرستاني فيما كتبه في العرفان: من لا معاش له لا معاد له. اعرف ربك. حب وطنك. فكر في شؤون حياتك. وله كلمات بالفارسية هذه ترجمتها: أعظم ركن في بقاء الإنسانية معرفة حقوق ذوي الحقوق. أطلب الراحة لرفقائك وتحمل المشاق في سبيلهم ان وطننا العزيز إيران يسير في سياسته في طريق معوج وفي ديانته في طريق معوج. أيها الناس تمسكوا بحقائق الدين المحمدي ان الذي تتمسكون به الآن هو شريعة الملالي وهي غلط فقد كتب كل ملا كتابا على مقدار تفكيره وليس ذلك الملا مقصرا فيما كتب إذ ان مقدار تفكيره ومعلوماته كانت محدودة إلى هذه الدرجة ولو اننا جمعنا كل هذه الكتابات وأضفناها إلى بعضها لما تمكنت ان تزيد في عظمة الاسلام بل بالعكس تصغره اه وإذا تأملت في هذا الكلام الأخير وجدته خاليا من المعنى فحقائق الدين المحمدي اما ضرورية أو نظرية والضرورية لا تؤخذ من الذين سماهم الملالي والنظرية لا سبيل إلى معرفتها الا من العلماء فقوله الذي تتمسكون به هو شريعة الملالي وهي غلط غلط.
مؤلفاته (1) تاريخ الأفغان (2) انتقاد الفلاسفة الطبيعيين، طبعا بمصر غير مرة (3) رسالة الرد على الدهريين ألفها في حيدرآباد الدكن بالفارسية ونقلها من الفارسية إلى العربية الشيخ محمد عبده بمساعدة أبي تراب صاحب جمال الدين الذي سماه عارف أفندي الأفغاني أبا تراب، والظاهر أن أفغانيته كأفغانية جمال الدين، فكان أبو تراب يترجمها من الفارسية إلى العربية ومحمد عبده يضع عباراتها، مطبوعة بمصر (4) مجموعة جريدة العروة الوثقى بمشاركة الشيخ محمد عبده مطبوعة في مجلد (5) حقائق جمالي (الحقائق الجمالية) فارسي، يقول السيد صالح الشهرستاني عن الميرزا صادق خان البروجردي انه فقد بعض ابعاده من مشهد عبد العظيم وكان يلقي منه دروسا على خواص تلاميذه الذين كنت انا أحدهم.
تلاميذه أشهرهم الشيخ محمد عبده الشهير مفتي الديار المصرية فهو قد تخرج به وصحبه وكان صديقه الحميم وصاحبه في السراء والضراء ومن تلاميذه السيد عبد الله نديم. ومنهم الميرزا صادق خان البروجردي كما حكاه عنه السيد صالح الشهرستاني وغيرهما كثيرون من المشاهير.
الشيخ جمال الدين الطبرسي في روضات الجنات: فاضل فقيه نسب اليه الشهيد الثاني في رسالة الجمعة كتابا سماه (نهج العرفان) وينقل عنه اه.
الشيخ جمال الدين الطريحي النجفي يأتي بعنوان جمال الدين بن محمد علي بن أحمد بن طريح.
السيد جمال الدين بن محمد علي بن أحمد بن طريح بن عبد القادر الحسيني البحراني في أمل الآمل، فاضل صالح شاعر أديب ماهر معاصر ومن شعره ما كتبه إلي من ابيات:
أمولاي ها أنذا عبدكم * ومن بأياديك طوقته وأغنيته بجزيل العطاء * وللبر واللطف عودته وأعلنت من فضله كامنا * واعليت قدرا ووقرته وعدت جميلا وأنجزته * وأوليت وواليته فكيف بك الان أبعدته * وقد كنت من قبل قربته السيد جمال الدين بن عبد الله بن محمد بن الحسن الحسيني الجرجاني عن رياض العلماء: فاضل عالم محقق مدقق، له مؤلفات منها:
شرح على تهذيب الأصول للعلامة ممتزج بالمتن رايته في أسترآباد وفي تبريز فرغ منه أواسط ربيع الآخر سنة 929 وأظن أنه من تلامذة الشيخ علي الكركي فلاحظ اه. وفي الفوائد الرضوية: عالم فاضل مدقق محقق له شرح تهذيب العلامة فرع منه سنة 929 والظاهر أنه معاصر للمحقق الكركي بل من تلامذته وهو غير جمال الدين المحدث الهروي صاحب روضة الأحباب في سيرة النبي والآل والأصحاب وكتاب الأربعين من أحاديث سيد المرسلين في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام اه وفي روضات الجنات شرحه هذا على التهذيب معروف بين الأصوليين ينقلون عنه كثيرا، وهو كتاب تحقيق واتقان عندنا منه نسخة، وعليه حواش منه عديدة جيدة، ولعله من أحسن شروح التهذيب الموجودة بين أيدينا كالعميدي والضياء والفخري والمنصوري وشرح الشيخ عبد النبي الجزائري وشرح السيد مجد الدين عباد بن أحمد بن إسماعيل الحسيني وغيرها وفي النظر ان شيخنا الشهيد الثاني ينقل عنه في بعض المواضع وفي بعض إجازات السيد حسين بن حيدر العاملي الكركي الراوي عن شيخنا البهائي: وحدثني الأمير أبو الولي ابن السيد المحقق الشاه محمود الانجوئي الحسيني الشيرازي آدام الله أيامه سنة 1005 عن السيد السند الجليل الأمير صفي الدين محمد ابن السيد العلامة جمال الدين الأسترآبادي صاحب شرح تهذيب الأصول عن قطب المحققين الشيخ علي بن عبد العالي الكركي، وعليه فلا يبعد كونه بعينه هو المذكور في بعض التراجم بعنوان السيد الصدر الأمير الكبير جمال الدين الأسترآبادي من تلامذة المولى جلال الدين الدواني لأني رأيت رواية أبي الولي المتقدم عن المولى المحقق مولانا خواجة جمال الدين محمود عن العلامة الدواني. وعن المولى المحقق المدقق الشيخ منصور الشهير براست كو شارح تهذيب الأصول أيضا عن رجل عنه، وحينئذ فلا ضرر في تلمذ المترجم عنده أيضا ثم إنه نقل عن بعض تواريخ المتأخرين من العجم ان السيد جمال الدين المذكور قدم هراة وقرأ هناك على المولى الشيخ حسن الحساني في شرح اللوامع وغيره. ثم صار صدرا في دولة الشاه إسماعيل الأول الكبير، فأراد الوزير ان يشرك معه في الصدارة الأمير غياث الدين منصور الشيرازي المشهور لشئ جرى بينهما فلم يتفق له ذلك، وجرى بينه وبين الأمير غياث الدين المذكور مباحثات كثيرة الا انه لما غلب الهزل والمزاح على طبع الأمير جمال الدين كان يحصل بينهما انقطاع دائما ولكن بالخير، ونقل أيضا عن ذلك التاريخ ان هذا السيد كان معاصرا