أولاده خلف ثلاثة أولاد علماء فضلاء وهم: الشيخ محمد توفي سنة 1316 ودفن مع أبيه والشيخ إسماعيل توفي سنة 1343 ودفن مع أبيه وأخيه والشيخ إسحاق سكن طهران وتوفي سنة 1357 وحمل إلى النجف فدفن مع أبيه وأخويه ومرت ترجمته في بابها من هذا الكتاب. ومما يجدر ذكره انه لما ولد ولده الشيخ إسماعيل وأراد ان يسميه تفال بالقرآن الكريم فخرجت الآية: (الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق) فسماه إسماعيل ونوى ان رزقه الله ولدا غيره ان يسميه إسحاق فولد وسماه إسحاق.
مراثيه رثاه جماعة من الشعراء السيد جعفر الحلي، فقال يرثيه ويعزي عنه ابن امام جمعة طهران - الذي أقام له مجلس الفاتحة - من جملة قصيدة:
علام دموع أعيننا تصوب * إذا لحبيبه اشتاق الحبيب أصابك يا حبيب الله حتف * أصيب به القبائل والشعوب أقم، والله جارك، في ضريح * موسدة به معك القلوب ألا لاحان يومك فهو يوم * على دين الهدى يوم عصيب نظرت بنور ربك كل غيب * فكانت نصب عينيك الغيوب ترى العلماء حشدا واحتفالا * لتعلم كيف تسأل أو تجيب سترت عيوب هذا الدهر حينا * فبعدك ملء عيبته عيوب وكنت بقية الحسنات منه * فبعدك كل ما فيه ذنوب نشرت العلم في الآفاق حتى * طوى أضلاع شانئك الوجيب تساقط حكمة فتطير فيها * إلى الناس الشمائل والجنوب قضيت العمر في تعب وجهد * وما نال المنى الا التعوب فلم يرقدك عن علم شباب * ولم يقعدك عن نفل مشيب وتترك ما يريبك كل حين * مجاوزة إلى ما لا يريب أرواد العلوم ألا أقيموا * بيأس ان مرتعه جديب فقد والله قشع من سماه * ضحوك البرق وكاف سكوب ألا يا دهر هذا منك خطب * علينا فيه هونت الخطوب فبعد صنيعك ارم فلا نبالي * أتخطئنا سهامك أم تصيب فيا صبرا امام الناس صبرا * فمثل الناس مثلك قد أصيبوا لقد صدق المخيلة منك بشر * يلوح وراءه كرم وطيب وبشر سواك كان له شبيها * سراب القاع والبرق الخلوب لقد كرمت طباعك في زمان * به كرم الطباع هو العجيب أقول لمن يحاول ان يباري * علاك وغره الأمل الكذوب نعم ستنال ما تبغي ولكن * إذا ما عاد للضرع الحليب الميرزا حبيب الله الملقب اقائي ابن ميرزا محمد علي الملقب گلشن.
توفي سنة 1272.
من شعراء الفرس له كتاب (بريشان) بالباء الفارسية منظوم فارسي عارض فيه گلستان سعدي الشيرازي، ألفه باسم السلطان محمد شاه القاجاري مطبوع.
السيد حبيب الله محمد بن هاشم الموسوي الخوئي.
توفي بطهران حدود سنة 1326 عالم فاضل مؤلف له كتاب منهج البراعة في شرح نهج البلاغة في زهاء ثمانية مجلدات طبع منها سبعة، وله ترجمة نهج البلاغة إلى الفارسية أدرجه في هذا الشرح.
حبيبة المكناة أم داود وأم خالد البربرية.
هي أم ولد بربرية وقيل رومية كانت للحسن بن الحسن المثنى فأولدها أبا سليمان داود بن الحسن، وقيل إن أم داود شريفة علوية واسمها فاطمة بنت عبد الله بن إبراهيم والله أعلم، ويحتمل كون فاطمة أمه وحبيبة مرضعته، واليها ينسب عمل أم داود الذي علمها إياه الصادق عليه السلام حتى تخلص ابنها وكان محبوسا في حبس المنصور، وكانت أرضعت الصادق عليه السلام بلبن ابنها داود. وكانت امرأة صالحة ذات عبادة وسدادة، وأقوى دليل على صلاحها ائتمان الصادق عليه السلام لها على الدعاء الذي في العمل المذكور، وفي عمدة الطالب: كان داود رضيع جعفر الصادق عليه السلام وحبسه المنصور الدوانيقي فأفلت منه بالدعاء الذي علمه لأمه أم داود، ويعرف بدعاء أم داود وبدعاء يوم الاستفتاح وهو النصف من رجب (اه).
حبيش بن عبد الرحمن وقيل حبيش بن منقذ أبو قلابة الجرمي.
في معجم الأدباء: كان أحد الرواة الفهمة، وكان بينه وبين الأصمعي مماظة لأجل المذهب، لأن الأصمعي كان سنيا حسن الاعتقاد (بل كان ناصبيا) وكان أبو قلابة شيعيا رافضيا، ولما بلغه وفاة الأصمعي قال:
أقول لما جاءني نعيه * بعدا وسحقا لك من هالك يا شر ميت خرجت نفسه * وشر مدفوع إلى مالك وله فيه أيضا:
لعن الله أعظما حملوها * نحو دار البلى على خشبات أعظما تبغض النبي وأهل * البيت والطيبين والطيبات قال وكان أبو قلابة صديقا لعبد الصمد بن المعذل وبينهما مجالسة وممازحة، وله معه اخبار حدث المرزباني قال: قال - يعني عبد الصمد - أنشدت أبا قلابة قولي فيه:
يا رب ان كان أبو قلابة * يشتم في خلوته الصحابة فابعث عليه عقربا دبابه * تلسعه في طرف السبابة واقرن اليه حية منسابه * وابعث على جوخانه سنجابه وأبو قلابة ساكت فلما قلت (وابعث على جوخانه سنجابه) قال:
الله الله! ليس مع ذهاب الخبز عمل. (الجوخان) بالفتح: البيدر.
و (السنجاب): دويبة معروفة. وقال: حدث المبرد في الروضة: حدثني عبد الصمد بن المعذل قال: جئت أبا قلابة الجرمي - وهو أحد الرواة الفهمة - ومعه الأرجوزة التي تنسب إلى الأصمعي وهي:
تهزأ مني أخت آل طيسله * قالت أراه مملقا لا شئ له فسألته ان يدفعها اليه فأبى. فعملت أرجوزتي التي أولها:
تهزأ مني - وهي رود طله - * ان رأت الاحناء مقفله