تنبي الفراسة إن في ثوبيهما * ليثين تجتنب الليوث حماهما لم لا يفوقا الكمكارما * والسيدان كلاهما جداهما تلقى أبا الهيجاء في هيجاهما * ويزيد فضل أبي العلاء علاهما (1) زدناهما شرفا رفيعا سمكه * ثبت الدعائم إذ تخولناهما ميزت بينهما فلم يتفاضلا * كالفرقدين تشاكلت حالاهما اني وإن كان التعصب شيمتي * لا أدفع الشرف الرفيع أخاهما انى يقصر عن مكان في العلا * والمجد من أضحى أبوه أباهما لكن لذين بنا مكانا باذخا * لا يدعيه من الأنام سواهما طابا وطاب أخو الكرام أخوهما * والوالدان وطاب من رباهما وقال مادحا:
لله درك من قرم أخي كرم * لا ينطق المال الا في تشكيه فالخيل يمسحها والبيض يثلمها * والسمر يحطمها والقرن يرديه وقال من قصيدة يظهر انها في مدح ابن عم له ولعله سيف الدولة وليست في الديوان المطبوع:
قدك يا أيها الملح اللجوج * ليس من حكمها علي خروج عللينا بطيب ريقك يا من * بجنى النحل ريقها ممزوج لم يزدك الخلخال حسنا ولكن * بك زين الخلخال والدملوج عج بوادي الأراك نبك رسوما * دارسات وناد بالركب عوجوا يا بني العم قد اتانا ابن عم * في طلاب العلا صعود لجوج حازم عازم حروب سروب * طاعن ضارب خروج ولوج وخيول وغلمة ودروع * وسيوف وضمر ووشيج لك بحر من الندى كل بحر * من مجاري الندى لديه خليج فكفاك المحذور جمعا ووقاك * الذي بيته يؤم الحجيج وكتب إلى سيف الدولة:
قد ضج جيشك من طول القتال به * وقد شكتك الينا الخيل والإبل وقد درى الروم مذ حاورت ارضهم * إن ليس يعصمهم سهل ولا جبل في كل يوم تزور الثغر لا ضجر * يثنيك عنه ولا شغل ولا ملل فالنفس جاهدة والعين ساهدة * والجيش منهمك والمال مبتذل توهمتك كلاب غير قاصدها * وقد تكنفك الأعداء والشغل حتى رأوك امام الجيش تقدمه * وقد طلعت عليهم دون ما أملوا فاستقبلوك بفرسان اسنتها * سود البراقع والأكوار والكلل فكنت أكرم مسؤول وأفضله * إذا وهبت فلا من ولا بخل وقال يفتخر ويمدح سيف الدولة عقيب بعض الوقائع وقد أسر فيها أخواه:
ضلال ما رأيت من الضلال * معاتبة الكريم على النوال وإن مسامعي عن كل عذل * لفي شغل بحمد أو سؤال ولا والله ما بخلت يميني * ولا أصبحت أشقاكم بمالي ولا أمسي احكم فيه بعدي * قليل الحمد مذموم الفعال ولكني سأفنيه واقني * ذخائر من ثواب أو جمال وللوارث ارث أبي وجدي * جياد الخيل والأسل الطوال وما تجني سراة بني أبينا * سوى ثمرات أطراف العوالي أوينا بين اطناب الأعادي * إلى بلد من النصار خالي تمد بيوتنا في كل فج * به بين الأراقم والصلال نعاف قطونه ونمل منه * ويمنعنا الإباء من الزيال مخافة أن يقال بكل ارض * بنو حمدان كفوا عن قتال ومن عرف الخطوب ومارسته * أطاب النفس بالحرب السجال فان يك اخوتي وردوا شباها * بأكرم موقف واجل حال فمن ورد المهالك لم ترعه * رزايا الدهر في أهل ومال وذا الورد المكدر جانباه * بما أوردت من عذب زلال أسيف الدولة المأمول اني * عن الدنيا إذا ما عشت سالي إذا قضي الحمام علي يوما * ففي نصر الهدى بيد الضلال إذا ما لم تخنك يد وقلب * فليس عليك خائنة الليالي وأنت أشد هذا الناس باسا * وأصبرهم على نوب القتال واهجمهم على جيش كثيف * وأغورهم على حي حلال وأنت أريتني خوض المنايا * وصبري تحت هبوات النزال فصبري في قتالك لا قتالي * وفعلي في فعالك لا فعالي وفي أرضاك إغضاب العوالي * واكراه المناصل والنصال ضربت فلم أدع للسيف حدا * وجلت بحيث ضاق عن المجال وقلت وقد أظل الموت صبرا * وإن الموت عند سواك غالي ألا هل منكر ببني نزار * مقامي يوم ذلك أو مقالي ألم أثبت لها والخيل فوضى * بحيث تخف أحلام الرجال تركت ذوابل المران فيها * مخضبة محطمة الأعالي وعدت اجر رمحي عن مقام * تحدث عنه ربات الحجال فقائلة تقول أبا فراس * لقد حاميت عن حرم المعالي وقائلة تقول جزيت خيرا * أعيذ علاك من عين الكمال ومهري لا يمس الأرض زهوا * كأن ترابها قطب النبال كأن الخيل تعرف من عليها * ففي بعض على بعض تعالي علينا أن نغاور كل يوم * رخيص الموت بالمهج الغوالي فان عشنا ذخرناها لأخرى * وإن متنا فموتات الرجال الرثاء قال يرثي الحسين ويمدح أمير المؤمنين عليا عليهما السلام من قصيدة كما في نسختين مخطوطتين من رواية ابن خالويه وأورد ابن شهرآشوب في المناقب أبياتا منها وخلا عنها الديوان المطبوع:
يوم بسفح الدير لا أنساه * ارعى له دهري الذي أولاه يوم عمرت العمر فيه بفتية * من نورهم اخذ الزمان بهاه فكأن غرتهم ضياء نهاره * وكان أوجههم نجوم دجاه ومهفهف للغصن حسن قوامه * والظبي منه إذا رنا عيناه نازعته كأسا كان ضياءها * لما تبدت في الظلام ضياه والبدر منتصف الضياء كأنه * متبسم بالكف يستر فاه ظبي لو أن الفكر مر بخده * من دون لحظة ناظر أدماه