نمران بن جارية، سكن الكوفة روى عنه ابنه نمران، ومولاه عقيل بن دينار. ثم روى بسنده عنه أن دارا كانت بين أخوين فحظرا في وسطها حظارا ثم هلكا، فادعى عقب كل منهما أن الحظار له واختصما إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم، فأرسل حذيفة بن اليمان ليقضي بينهما فقضى بالحظار لمن وجد معاقد القمط تليه، ثم رجع فأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال أصبت أو أحسنت اه.
جارية بن قدامة السعدي أقوال العلماء فيه ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقال: عم الأحنف وقيل ابن عمه، نزل البصرة، ثم ذكره في أصحاب علي عليه السلام فقال:
جارية بن قدامة السعدي عم الأحنف هذا على بعض النسخ، وفي بعضها في أصحاب علي عليه السلام حارثة بالحاء المهملة والراء والثاء المثلثة وهو تصحيف قطعا، ووجد على كتاب رجال الشيخ بخط ابن إدريس هكذا قال محمد بن إدريس هذا إغفال واقع في التصنيف وإنما هو جارية بن قدامة السعدي التميمي أحد خواص علي عليه السلام صاحب السرايا والألوية والخيل يوم صفين وكان ينبغي أن يكون في باب الجيم بغير شك اه والأمر كما قال. وذكره الكشي في رجاله في ترجمة الأحنف بن قيس وفي جون بن قتادة باسم حارثة بالحاء المهملة والراء والثاء المثلثة وهو تصحيف قطعا كما مر والصواب جارية فإن أهل التاريخ لا يشكون في أنه جارية لا حارثة، قال ابن الأثير: جارية بن قدامة بالجيم والياء تحتها نقطتان اه، قال الكشي: جون بن قتادة وحارثة بن قدامة السعدي طاهر بن عيسى الوراق وغيره قالوا: حدثنا أبو سعيد جعفر بن أحمد بن أيوب التاجر السمرقندي ونسخت من خط جعفر قال: حدثني أبو جعفر محمد بن يحيى بن الحسن قال جعفر ورأيته خيرا فاضلا قال: أخبرني أبو بكر محمد بن علي بن وهب قال: حدثني عدي بن حجر قال: قال الجون وقيل الحارث بن قتادة العبسي في حارثة بن قدامة السعدي حين وجهه أمير المؤمنين عليه السلام إلى أهل نجران عند ارتدادهم عن الاسلام:
تهود أقوام بنجران بعدما * أقروا بآيات الكتاب وأسلموا فصرنا إليهم - في الحديد - يقودنا * أخو ثقة ماضي الجنان مصمصم خددنا لهم في الأرض من سوء فعلهم * أخاديد فيها للمسيئين منقم وقال الكشي أيضا في ترجمة الأحنف: وروي أن الأحنف بن قيس وفد إلى معاوية وحارثة بن قدامة اه، والصواب: جارية كما عرفت. وفي الإستيعاب جارية بن قدامة التميمي السعدي يكنى أبا عمرو، وقيل أبا أيوب، وقيل أبا يزيد نسبة بعضهم فقال: جارية بن قدامة بن مالك بن زهير بن حصن، ويقال حصين بن رزاح (وقيل رباح) بن أسعد بن بجير بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم السعدي التميمي، يعد في البصريين. روى عنه أهل المدينة وأهل البصرة، وكان مع علي في حروبه، وهو الذي حاصر عبد الله بن الحضرمي في دار سنبيل (1) ثم حرق عليه، وكان معاوية بعث أبا الحضرمي ليأخذ البصرة وبها زياد خليفة لابن عباس فنزل عبد الله بن الحضرمي في بني تميم، وتحول زياد إلى الأزد وكتب إلى علي، فوجه إليه أعين بن ضبيعة المجاشعي فقتل، فبعث جارية بن قدامة روى عنه الأحنف بن قيس. ويقال إن جارية بن قدامة عم الأحنف، وعسى أن يكون عمه لأمه وإلا فما يجتمعان إلا في سعد بن زيد مناة. روى هشام بن عروة عن أبيه عن الأحنف بن قيس أنه أخبره ابن عم له وهو جارية بن قدامة أنه قال: يا رسول الله قل لي قولا ينفعني وأقلل لعلي أعقله! قال: لا تغضب، فعاد له مرارا، فرجع إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لا تغضب اه. وفي أسد الغابة: جارية بن قدامة التميمي السعدي عم الأحنف بن قيس، وقيل ابن عم الأحنف، قاله ابن منده وأبو نعيم، إلا أن أبا نعيم قال: وقيل ليس بعمه ولا ابن عمه أخي أبيه وإنما سماه عمه توقيرا، وهذا أصح فإنهما لا يجتمعان إلا إلى كعب بن سعد بن زيد مناة، فإن أراد بقوله ابن عمه إنهما من قبيلة واحدة، فربما يصح ذلك اه. وفي الطبقات الكبير لابن سعد ذكره فيمن نزل البصرة من الصحابة فقال: جارية بن قدامة السعدي، ثم روى بسنده عن الأحنف بن قيس عن ابن عم له يقال له جارية بن قدامة أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله قل لي قولا ينفعني وأقلل لي لعلي أعيه! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا تغضب! ثم أعاده عليه فقال لا تغضب حتى أعاده عليه مرارا كل ذلك يقول له لا تغضب (أقول): ومن هذه الرواية يفهم أن الصواب أنه ابن عم الأحنف لا عمه - أي من عشيرته فإن العرب تسمي عشيرة الأب أعماما وأبناء أعمام، وعشيرة الأم أخوالا وأبناء أخوال. ثم قال ابن سعد: وجارية بن قدامة فيمن شهد قتل عمر بن الخطاب قال: وكنا من آخر من دخل عليه فسألناه وصية ولم يسألها إياه أحد قبلنا.
ولجارية بن قدامة أخبار ومشاهد، كان علي بن أبي طالب عليه السلام بعثه إلى البصرة وفيها عبد الله بن عامر بن الحضرمي خليفة عبد الله بن عامر بن كريز فحاصره في دار سنيب رجل من بني تميم، وكان معاوية بعثه إلى البصرة يبايع له اه وفي المستدرك للحاكم ذكر جارية بن قدامة التميمي، ثم روى بسنده أنه جارية بن قدامة بن زهير بن حصين بن رباح بن سعد بن يحيى بن ربيعة بن كعب يكنى أبا الوليد وأبا يزيد، له دار بالبصرة في سكة البحارية اه. وفي تهذيب التهذيب: جارية بن قدامة بن زهير ويقال: ابن مالك بن زهير بن الحصين بن رزاح التميمي السعدي أبو أيوب وقيل أبو قدامة وقيل أبو يزيد البصري روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث (لا تغضب) وعن علي بن أبي طالب، شهد معه صفين، روى عنه الأحنف بن قيس والحسن البصري. قال العسكري: تميمي شريف لحق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وروى عنه، ثم صحب عليا، وكان يقال له محرق لأنه أحرق ابن الحضرمي بالبصرة وكان شجاعا فاتكا، وقال ابن حبان في الثقات هو ابن عم الأحنف مات في ولاية يزيد بن معاوية وقال العجلي تابعي ثقة قلت قد بينت في معرفة الصحابة أنه صحابي ثابت الصحبة، وقال سيجئ في ترجمة جويرية بن قدامة ذكر الخلاف هل هو هذا أو غيره ويقويه ما رواه ابن عساكر في تاريخه من طريق سعيد بن عمرو الأموي: قال معاوية لآذنه ائذن لجارية بن قدامة فقال له أيها يا جويرية اه ولم أجده في تاريخ ابن عساكر المطبوع وكأنه سقط من النسخة فإنه قدم دمشق قطعا فكان يجب أن يترجمه. وفي الإصابة جارية بن قدامة وقيل إنه جويرية بن قدامة الذي روى عن عمه في البخاري اه وفي خلاصة تذهيب الكمال: جارية بن قدامة السعدي التميمي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن علي وشهد معه صفين أميرا على بني تميم وعنه الأحنف والحسن وكان شجاعا مقداما فاتكا فصيحا اه.