وقوله:
اشدد يديك بحبل بوح معصما * تلقاه حبلا بالندى موصولا ذاك الذي إن كان خلك لم تقل * يا ليتني لم اتخذه خليلا وقوله:
ولا ترين ان العلا لك عندما * تقول ولكن العلا حين تفعل ولا شك ان الخير منك سجية * ولكن خير الخير عندي المعجل وقوله:
أكابرنا عطفا علينا فإننا * بنا ظما برح وأنتم مناهل وقوله:
لا توقظوا الشر من نوم فقد غنيت * دياركم وهي تدعى زهرة النعم هذا ابن خالكم يهدي نصيحته * من يتهم فهو فيكم غير متهم وقوله في ختام قصيدة في المأمون:
فبنو أبيك على نفاسة قدرهم * فيهم وانهم هم الأعلام متواطئو عقبيك في طلب العلا * والمجد ثمت تستوي الأقدام وقوله:
لم يذعر الأيام عنك كمرتد * بالعقل يفهم عن أخيه ويفهم ممن إذا ما الشعر صافح سمعه * يوما رأيت ضميره يتبسم وقوله:
فقد هز عطفيه القريض توقعا * لعدلك مذ صارت إليك المظالم ولولا خلال سنها الشعر ما درى * بغاة الندى من أين تؤتى المكارم وقوله:
لكل من بني حواء عذر * ولا عذر لطائي لئيم أحق الناس بالكرم امرؤ لم * يزل يأوي إلى أصل كريم وقوله:
أساءت يداه عشرة المال بالندى * واحسنتا فينا خلافة حاتم وقوله:
قل للخطوب إليك عني انني * جار لإسحاق بن إبراهيم وقوله في مالك بن طوق:
فأنت وصنواك الكريمان اخوة * خلقتم سعوطا للأنوف الرواغم ثلاثة أركان وما انهد سؤدد * إذا ثبتت فيه ثلاث دعائم وقوله:
نوالك رد حسادي فلولا * وأصلح بين أيامي وبيني فأصبح وهولي طوق وأمسى * مديحك نقل أهل العسكرين وقوله:
يا ابن الأكارم والمرجو من مضر * إذا الزمان جلا عن وجه خوان إليك ساقتني الأيام تجنبها * سحاب جودك من أهلي وأوطاني وقوله:
فليشكر الاسلام ما أوليته * والله عنه بالوفاء ضمين وقوله:
فاسلم فما سلم الأعداء منك ولا * فاتوك في الدهر بالأوتار والدمن وقوله:
جنى لك فيك من ثمرات مدحي * لسان الشكر أبياتا جنيه وقد أهديتها لك وهي عندي * على الأيام من أزكى هديه وقوله:
هو في الغنى غرسي وغرسك في العلا * اني انصرفت وأنت غرس الله اخباره لأبي تمام أخبار حسان متفرقة في كتب التاريخ والأدب نجمع ما وصل الينا منها هنا. وقد صنف أبو بكر محمد بن يحيى الصولي الأديب المؤرخ الواسع الرواية الكثير الحفظ كتابا سماه (اخبار أبي تمام) طبع بمصر ويظهر من الرسالة الموضوعة في مقدمته وهي من الصولي إلى أبي الليث مزاحم بن فاتك أنه ألفه لمزاحم المذكور ومر عند الكلام على شاعريته جملة مما يحتويه الكتاب المذكور وفي مروج الذهب: وقد صنف أبو بكر الصولي كتابا جمع فيه أخبار أبي تمام وشعره وتصرفه في أنواع علومه ومذاهبه واستدل الصولي على ما وصف عن أبي تمام بما يوجد من شعره من ذلك قوله في صفة الخمر.
جهمية الأوصاف إلا انهم * قد لقبوها جوهر الأشياء ومن طريف أخبار أبي تمام ما ذكره الصولي قال حدثني عبد الله بن المعتز حدثني أبو سعيد النحوي المعروف بصعوداء عن أبي تمام الطائي وذكره المسعودي في مروج الذهب مرسلا عن أبي تمام قال خرجت إلى سر من رأى حين ولي الواثق فلما قربت منها لقيني اعرابي فأردت أن أساله عن شئ من اخبار الناس بها فخاطبته فإذا أفصح الناس وأفطنهم فقلت ممن الرجل قال من بني عامر قلت كيف علمك بأمير المؤمنين قال قتل أرضا عالمها قلت فما تقول فيه (وفي مروج الذهب كيف علمك بعسكر أمير المؤمنين قال قتل أرضا عالمها قلت ما تقول في أمير المؤمنين) قال وثق بالله فكفاه أشجى العاصية وقمع العادية وعدل في الرعية وارغم كل ذي خيانة وفي مروج الذهب أشجى القاصية وقصم العادية ورغب عن كل ذي جناية قلت فما تقول في أحمد بن أبي دؤاد (1) قال هضبة لا ترام وجندلة لا تضام (وجبل لا يضام) تشحذ له المدى وتحبل له الاشراك (وتنصب له الحبائل) حتى إذا قيل كان قد وثب وثبة الذئب وختل ختل الضب قلت فما تقول في محمد بن عبد الملك الزيات (2) قال وسع الداني شره وقتل البعيد (ووصل إلى البعيد) ضره له في كل يوم صريع لا يرى فيه أثر ناب ولا ندب مخلب قلت فما تقول في عمرو بن فرج (3) قال ضخم نهم مستعذب للذم (استعذب الدم) ينصبه القوم ترسا للدعاء قلت فما تقول في الفضل بن مروان - واستعذبت خطابه - قال ذاك رجل نشر (نبش) بعدما قبر فعليه حياة الاحياء وخفتة الموتى (ليس تعد له حياة في الاحياء وعليه خفتة الموتى) قلت فما تقول في أبي الوزير قال كبش الزنادقة ألا ترى ان الخليفة إذا أهمله (أخمله) سنح (سمن) ورتع فإذا هزه أمطر فامرع قلت فما تقول في أحمد بن الخصيب قال ذاك أكل أكلة نهم فذرق ذرقة بشم قلت