لو كان كلفها عبيد حاجة * يوما لأنسى شدقما وجديلا (1) تخذ الفرار أخا وأيقن أنه * صري عزم من أبي سمال (2) لا تجعلوا البغي ظهرا إنه * جمل من القطيعة يرعى وادي النقم نظرت في السير اللائي خلت فإذا * أيامه أكلت باكورة الأمم فنى جديسا وطسما (3) كلها وسطا * بالأنجم الزهر من عاد ومن إرم أردى كليبا وهماما وهاج به * يوم الذنائب والتحلاق للمم (4) سقى شرحبيلا (5) السم الذعاف على * أيديكم غير رعديد ولا برم بز التحية من لخم (6) فلا ملك * متوج في نمارات ولا عمم لقد أذكر انا بأس عمرو ومسهر * وما كان من اسفنديار ورستما (7) ما جاد جودك إذ تعطي بلا عدة * ما يرتجى منك لا كعب ولا هرم (8) وخبر قيس يا لجلية في ابنه * فلم يتغير وجه قيس بن عاصم (9) وقال علي في التعازير لأشعث * وخاف عليه بعض تلك المآثم أتصبر للبلوى عزاء وحسبة * فتؤجر أم تسلو سلو البهائم وللطرفات يوم صفين لم يمت * خفاتا ولا حزنا عدي بن حاتم (10) بل كان كالضحاك في سطواته * بالعالمين وأنت أفريدون (11) والجعفريون استقلت ظعنهم * عن قومهم وهم نجوم كلاب (12) حتى إذا اخذ الفراق بقسطه * منهم وشط بهم عن الأحباب ورأوا بلاد الله قد لفظتهم * أكنافها رجعوا إلى جواب (13) كانت بنات نصيب حين ضن بها * على الموالي ولم تحفل بها العرب لم ينتدب عمر للإبل يجعل من جلودها النقد حتى عزه الذهب (14) بلى لقد سلفت في جاهليتهم * للحق ليس كحقي نصرة عجب ان تعلق الدلو بالدلو الغريبة أو * يلابس الطنب المستحصد الطنب أذل بالقفر وأهواله * من الدعيميص (15) ومن رافع تثبت ان قولا كان زورا * اتى النعمان قبلك عن زياد (16) وارث بين حي بني جلاح * شبا حرب وحي بني مصاد (17) وغادر في صدور الدهر قتلى * بنى بدر على ذات الاصاد (18) 48 - ارسال المثل وهو من أنوع البديع حكى السيد علي خان الشيرازي المدني في كتابه أنوار الربيع في أنواع البديع عن ابن أبي الإصبع انه ذكر في كتابه المسمى بتحرير التحبير انه استخرج أمثال أبي تمام من شعره فوجدها تسعين نصيفا وثلاثمائة وأربعة وخمسين بيتا واستوعب أمثال أبي الطيب المتنبي فوجدها مائة وثلاثة وسبعين نصيفا وأربعمائة بيت ولكنه اخرج من أمثال أبي الطيب ما ولده من أمثال أبي تمام (اه) ومر عن مروج الذهب عن عبد الله بن الحسن بن سعدان أنه قال وجدت ما يتمثل به ويجري على السنة العامة وكثير من الخاصة من شعر أبي تمام مائة وخمسين بيتا ولا اعرف شاعرا جاهليا ولا اسلاميا يتمثل له بهذا المقدار فمن الأمثال في شعر أبي تمام قوله:
نسب كأن عليه من شمس الضحى * نورا ومن فلق الصباح عمودا ما أضيع العقل ان لم يرع ضيعته * وفرواي رحى دارت بلا قطب باي وخد قلاص واجتياب فلا * ادراك رزق إذا مالج في الهرب إذا عنيت بشأو قلت اني قد * أدركته أدركتني حرفه الأدب السيف أصدق انباء من الكتب * في حده الحد بين الجد واللعب ان الحمامين من بيض ومن سمر * دلو الحياتين من ماء ومن عشب كالغيث ان جئته وافاك ريقه * وان تأخرت عنه لج في الطلب ان الأسود اسود الغاب همتها * يوم الكريهة في المسلوب لا السلب ان ابتداء العرف مجد سامق * والمجد كل المجد في استتمامه هذا الهلال يروق ابصار الورى * حسنا وليس كحسنه لتمامه وطول مقام المرء في الحي مخلق * لديباجتيه فاغترب تتجدد ألم تر أن الشمس زيدت محبة * إلى الناس ان ليست عليهم بسرمد ما كل من شاء استمرت بالندى * يده ولا استوطا فراش الجود وان أولى البرايا ان تواسيه * وقت السرور لمن واساك في الحزن ان الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا * من كان يألفهم في المنزل الخشن وإذا امرؤ أسدى إليك صنيعة * من جاهه فكأنها من ماله ينال الفتى من عيشه وهو جاهل * ويكدي الفتى في دهره وهو عالم ولو كانت الأرزاق تجري على الحجى * هلكن إذا من جهلن البهائم ولولا خلال سنها الشعر ما درى * بغاة العلا من أين تؤتى المكارم كانت مسألة الركبان تخبرني * عن أحمد بن سعيد أطيب الخبر حتى التقينا فلا والله ما سمعت * أذني بأحسن مما قد رأى بصري كم بين قوم انما انفاقهم * مال وقوم ينفقون نفوسا اعط الرياسة من يديك فلم تزل * من قبل ان تدعى الرئيس رئيسا لو أن أسباب العفاف بلا تقى * نفعت لقد نفعت إذا إبليسا وأقل الأشياء محصول نفع * صحة القول والفعال مريض