شرط الاخوة وحسن الرجاء وأنت أخ تصفو وتصفي وانما * الأقارب في هذا الزمان العقارب لعل الليالي ان يعدن فربما * تجلين اجلاء الغيوم المصائب ألا ليتني حملت همي وهمه * وان أخي ناء عن الهم عازب فمن لم يجد بالنفس دون حبيبه * فما هو الا ماذق الحب كاذب تسليته لأخيه أتاني مع الركبان انك جازع * وغيرك يخفى عنه لله واجب وما أنت ممن يسخط الله فعله * وان اخذت منه الخطوب السوالب واني لمجزاع ولكن همتي * تدافع عني حسرتي وتغالب ورقبة حساد صبرت اتقاءها * لها جانب مني وللحزن جانب ولست ملوما لو بكيتك من دمي * إذا قعدت عني الدموع السواكب حسن الرجاء ألا ليت شعري هل تبيت مغذة * تناقل بي يوما إليك الركائب فتعتذر الأيام من طول ذنبها * إلي ويأتي الدهر والدهر تائب وكتب أيضا إلى أخيه حرب بن سعيد من القسطنطينية:
لقد كنت أشكو البعد منك وبيننا * بلاد إذا ما شئت قربها الوخد فكيف وفيما بيننا ملك قيصر * ولا أمل يحيي النفوس ولا وعد مراسلته ابني سيف الدولة كتب إلى أبي المكارم وأبي المعالي ابني سيف الدولة من الأسر يسألهما ان يكلما أباهما في فدائه:
يا سيدي أراكما * لا تذكران أخاكما أوجدتما بدلا به * يبني سماء علاكما أوجدتما بدلا به * يفري نحور عداكما ما كان بالفعل الجميل * بمثله أولاكما من ذا يعاب بما لقيت * من الورى الاكما لا تقعدا بي بعدها * وسلا الأمير أباكما وخذا فداي جعلت من * ريب المنون فداكما مراسلته محمد بن الأسمر من الأسر كتب اليه أبو الحسن محمد بن الأسمر وهو في الأسر يوصيه بالصبر فاجابه بهذه الأبيات:
ندبت لحسن الصبر قلب نجيب * وناديت بالتسليم خير مجيب ولم يبق مني غير قلب مشيع * وعود على ناب الزمان صليب وقد علمت أمي بان منيتي * بحد سنان أو بحد قضيب كما علمت من قبل ان يغرق ابنها * بمهلكه في الماء أم شبيب (1) لقيت من الأيام كل عجيبة * وقابلني دهري بوجه قطوب تجشمت خوف العار أعظم خطة * وأملت نصرا كان غير قريب رضيت لنفسي كان غير موفق * ولم ترض نفسي كان غير نجيب (2) مراسلته غلاميه منصورا وصافيا من الأسر كتب إلى غلامه منصور وهو في أسر الروم:
مغرم مؤلم جريح أسير * ان قلبا يطيق ذا لصبور وكثير من الرجال حديد * وكثير من القلوب صخور قل لمن حل بالشام طليقا * يفتدي قلبك الطليق الأسير أنا أصبحت لا أطيق حراكا * كيف أصبحت أنت يا منصور وكتب اليه أيضا:
ارث لصب بك قد زدته * على بلايا اسره اسرا قد عدم الدنيا ولذاتها * لكنه ما عدم الصبرا فهو أسير الجسم في بلدة * وهو أسير القلب في أخرى وكتب إلى غلاميه صاف ومنصور من الأسر وفيها دلالة على شدة بره بوالدته وشوقه لأصحابه وانه كان له أولاد صغار وان سيف الدولة اسند اليه ذنبا:
لايكم أذكر * وفي أيكم أفكر وكم لي على بلدة * بكاء ومستعبر ففي حلب عدتي * وعزي والمفخر وفي منبج من رضا * ه أنفس ما أذخر ومن حبها زلفة * بها يكرم المحشر وأصبية كالفراخ * أكبرهم أصغر يخيل لي امرهم * كأنهم حضر وقوم ألفناهم * وغصن الصبا اخضر فحزني ما ينقضي * ودمعي ما يفتر ولا هذه أدمعي * ولا ذا الذي انشر ولكن إداري الدموع * واضمر ما اضمر مخافة قول الوشاة * مثلك ما يصبر فيا غفلتا كيف لا * أرجي كما احذر وماذا القنوط الذي * أراه واستشعر اما من بلاني به * على كشفه أقدر بلى ان لي سيدا * مواهبه أكبر فيا من غزر الدمع * واحسانه أغزر بذنبي أوردتني * ومن فضلك المصدر وكتب اليهما في الأسر أيضا يستجفيهما:
هل تحسان لي رفيقا رفيقا * مخلص الود أو صديقا صدوقا لا رعى الله يا حبيبي دهرا * فرقتنا صروفه تفريقا كنت مولاكما وما كنت الا * والدا محسنا وعما شفيقا فاذكراني وكيف لا تذكراني * كلما استخون الصديق الصديقا بت أبكيكما وان عجيبا * ان يبيت الأسير يبكي الطليقا