بالسفهاء وفيها بقايا الصحابة وذوو الفضل، وادعاؤه زيادا وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: الولد للفراش وللعاهر الحجر، واستخلافه يزيد من بعده سكيرا خميرا يزوج بين الدب والذئب والكلب والضبع ينظر ما يخرج بينهما، وقتله حجر بن عدي وأصحابه فيا ويله ثم يا ويله. وأسند في الاستيعاب ان الحسن البصري قال وقد ذكر معاوية: وقتله حجرا وأصحابه ويل لمن قتل حجرا وأصحاب حجر. وفي أسد الغابة: كان الحسن البصري يعظم قتل حجر وأصحابه. وقال الطبري وابن الأثير: حجر وأصحابه سبعة قتلوا وكفنوا وصلي عليهم، قال: فزعموا أن الحسن لما بلغه قتل حجر وأصحابه قال صلوا عليهم وكفنوهم ودفنوهم واستقبلوا بهم القبلة؟ قالوا نعم.
قال: حجوهم ورب الكعبة.
دعاء الربيع عامل معاوية على نفسه بالموت لما بلغه قتل حجر في الاستيعاب: لما بلغ الربيع بن زياد الحارثي من بني الحارث بن كعب وكان فاضلا جليلا وكان الحسن بن أبي الحسن كاتبه فلما بلغه قتل معاوية حجر بن عدي دعا الله عز وجل فقال: اللهم ان كان للربيع عندك خير فاقبضه إليك وعجل فلم يبرح من مجلسه حتى مات اه. ونحوه في أسد الغابة، وفي الدرجات الرفيعة: روى الشيخ في الأمالي قال: أخبرنا محمد بن محمد أخبرني أبو الحسن علي بن مالك النحوي حدثنا الحسين بن عطاء الصواف حدثنا محمد بن سعيد البصري (1) قال: كنت غازيا زمن معاوية بخراسان وكان علينا رجل من التابعين فصلى بنا يوما الظهر ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: أيها الناس انه قد حدث في الاسلام حدث عظيم لم يكن منذ قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم مثله بلغني ان معاوية قتل حجرا وأصحابه فان يك عند المسلمين غير فسبيل ذلك وان لم يكن عندهم غير فاسال الله ان يقبضني اليه وان يعجل ذلك، قال الحسن بن أبي الحسن:
فلا والله ما صلى بنا صلاة غيرها حتى سمعنا عليه الصياح اه. والظاهر أنه هو الربيع بن زياد الحارثي المتقدم.
وكان حجر بن عدي فيما رواه أبو مخنف من جملة الذين كتبوا إلى عثمان من رجال أهل الكوفة ونساكهم وذوي بأسهم ينقمون عليه أمور وينصحونه وينهونه عنها وكانوا اثني عشر رجلا فيهم عمرو بن الحمق الخزاعي، وسليمان بن صرد الخزاعي، ويزيد بن قيس الهمداني الأرحبي، ومالك بن حبيب اليربوعي، وزياد بن النضر الحارثي، وزياد بن خصفة التميمي، وعبد الله بن الطفيل العامري، ومعقل بن قيس اليربوعي، وذلك في امارة سعيد بن العاص على الكوفة، وأرسلوا الكتاب مع أبي ربيعة العنزي، وسنذكر الكتاب في ترجمة كعب بن عبدة ذي الحبكة النهدي.
ما روي من طريق حجر في الإصابة: روى ابن قانع في ترجمته أي ترجمة حجر بن عدي الكندي من طريق شعيب بن حرب عن شعبة عن أبي بكر بن حفص عن حجر بن عدي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ان قوما يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها اه. وفي الطبقات بسنده عن غلام لحجر بن عدي الكندي قال: قلت لحجر اني رأيت ابنك دخل الخلاء ولم يتوضأ، قال: ناولني الصحيفة من الكوفة فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما سمعت علي بن أبي طالب يذكر ان الطهور نصف الايمان اه.
وروى ابن عساكر في تاريخه عن حجر أنه قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: الوضوء نصف الايمان. ورواه العسكري بلفظ الطهور نصف الايمان، وقال أبو عبيد شطر الايمان. وروى ابن عساكر في تاريخه أيضا باسناده إلى حجر بن عدي أنه قال سمعت شراحيل بن مرة يقول سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي أبشر يا علي حياتك وموتك معي. وأسند الحاكم في المستدرك عن مخشي بن حجر بن عدي عن أبيه أن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم خطبهم فقال: أي يوم هذا؟ فقالوا يوم حرام. قال: فأي بلد هذا؟ قالوا بلد حرام. قال: فأي شهر هذا؟ قالوا شهر حرام. قال: فان دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا كحرمة شهركم هذا كحرمة بلدكم هذا ليبلغ الشاهد الغائب لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض.
ما رثي به حجر قال المرزباني: قالت امرأة من كندة ترثيه وفي طبقات ابن سعد وتاريخ الطبري: قالت هند بنت زيد بن مخربة (مخرمة) الأنصارية وكانت شيعية حين سير بحجر إلى معاوية ونحوه في تاريخ دمشق:
ترفع آيها القمر المنير ترفع (2) * المؤلف هل ترى حجرا يسير (3) يسير إلى معاوية بن حرب (4) * ليقتله كما زعم الخبير (5) ألا يا ليت حجرا مات موتا * ولم ينحر كما نحر البعير (6) تجبرت الجبابر بعد حجر * وطاب لها الخورنق والسدير (7) وأصبحت البلاد له محولا * كان لم يحيها يوما مطير (8) ألا يا حجر حجر بني عدي * تلقتك السلامة والسرور أخاف عليك ما أردى عديا * وشيخنا في دمشق له زئير يرى قتل الخيار عليه حتما * له من شر أمته وزير (9) فان تهلك فكل عميد (10) قوم * إلى هلك من الدنيا يصير (11) قال ابن عساكر: وتروى هذه الأبيات لأخت حجر بن عدي رواه عبد الله بن الإمام أحمد، ولما رواه أبو بكر بن عياش قال: قاتلها الله ما أشعرها. وفي مروج الذهب: لما صار حجر على أميال من الكوفة يراد به دمشق، أنشأت ابنته تقول: - ولا عقب له من غيرها:
ترفع أيها القمر المنير * لعلك أن ترى حجرا يسير يسير إلى معاوية بن حرب * ليقتله كذا زعم الأمير ويصلبه على بابي دمشق * وتأكل من محاسنه النسور تجبرت الجبابر بعد حجر * وطاب لها الخورنق والسدير