ذهب الجود والجنيد جميعا فعلى الجود والجنيد السلام وقد يستظهر من ذلك تشيعه.
جنيد بن عبيد الله أبو عبد الله الضبي مولاهم الحجام الكوفي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (ع) وهو الذي قال ابن حجر ان الطوسي ذكره في رجال الشيعة كما مر وقولنا انه لم يذكره الطوسي كان اشتباها.
جنيد قاتل فارس بن حاتم القزويني تدل روايات الكشي الآتية على أنه من أصحاب الإمام علي الهادي ولكن في الخلاصة في ترجمة فارس انه قتله بعض أصحاب أبي محمد بالعسكر وهو يدل على أنه من أصحاب الإمام الحسن العسكري. ثم قال في الخلاصة بعد نقل كلام الكشي: وروي ان أبا الحسن امر بقتله - يعني فارسا - فقتله جنيد (انتهى) ومثله عن التحرير الطاووسي وكذلك المحكي عن ابن الغضائري في ترجمة فارس يدل على أنه من أصحاب الحسن العسكري فإنه قال قتله - اي فارس - بعض أصحاب محمد العسكري (انتهى) ولم أجد من نبه على امر هذا الاختلاف ويمكن ان يكون من أصحاب كل من الامامين علي الهادي والحسن العسكري. ويمكن ان يكون الصواب انه من أصحاب العسكري وأن يكون ما في روايات الكشي من ذكر أبي الحسن العسكري تحريفا من النساخ. وصوابه الحسن العسكري فان نسخ كتب الرجال المطبوعة التي بأيدينا غير مضمونة الصحة.
قال المحقق البهبهاني في التعليقة: جنيد الذي من أصحاب العسكري سيجئ في فارس ابن حاتم ما يشعر بحسن حاله في الجملة (انتهى) وقال أبو علي: بل يظهر حسن حاله منه ومن غيره جدا فروى الكشي في فارس ان العسكري (ع) امر بقتل فارس وضمن لمن قتله الجنة فقتله جنيد وفيه غيره أيضا. أو في الحسين بن محمد الأشعري قال كان يرد كتاب أبي محمد في الاجراء على الجنيد قاتل فارس وأبي الحسن فلما مضى أبو محمد ورد استئذان من الصاحب لاجراء أبي الحسن وصاحبه ولم يرد في امر الجنيد شئ فاغتممت لذلك فورد نعي الجنيد بعد ذلك (انتهى). واما ما رواه الكشي في ترجمة فارس مما يتعلق بحال جنيد فهو: حدثني الحسين بن الحسن بن بندار القمي: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، حدثني محمد بن عيسى بن عبيد ان أبا الحسن العسكري (ع) أمر بقتل فارس بن حاتم وضمن لمن قتله الجنة فقتله جنيد وكان فارس فتانا يفتن الناس ويدعوهم إلى البدعة فخرج من أبي الحسن (ع) هذا فارس لعنه الله يعمل من قبلي فتانا داعيا إلى البدعة ودمه هدر لكل من قتله فمن هذا الذي يريحني منه ويقتله. قال سعد وحدثني جماعة من أصحابنا من العراقيين وغيرهم هذا الحديث عن جنيد ثم سمعته انا بعد ذلك من جنيد قال ارسل إلي أبو الحسن العسكري يأمرني بقتل فارس بن حاتم فقلت لا حتى اسمعه منه يقول لي ذلك يشافهني به فبعث إلي فقال آمرك بقتل فارس بن حاتم فناولني دراهم من عنده وقال اشتر بهذا سلاحا فاعرضه علي فاشتريت سيفا فعرضته عليه فقال رد هذا وخذ غيره فرددته واخذت مكانه ساطورا فعرضته عليه فقال هذا نعم فجئت إلى فارس وقد خرج من المسجد بين الصلاتين المغرب والعشاء فضربته على رأسه فصرعته فثنيت عليه فسقط ميتا ووقعت الصيحة فرميت الساطور من يدي واجتمع الناس فأخذت إذ لم يوجد هناك أحد غيري فلم يروا معي سلاحا ولا سكينا وطلبوا الزقاق والدور فلم يجدوا شيئا ولم يروا اثر الساطور بعد ذلك (انتهى).
السيد القاضي جهان السيفي القزويني تأتي ترجمته في حرف القاف كما أورده صاحب الرياض هناك بناء على أن اسمه مركب من قاضي جهان ويحتمل ان يكون اسمه جهان والقاضي لقب.
جهان خاتون الشيرازية جهان بالفارسية اسم الدنيا. في كتاب خيرات حسان ما تعريبه:
كانت شاعرة صاحبة أموال معاصرة لعبيد الزاكاني ويحضر في مجلسها غالبا الشعراء والظرفاء ويحترمونها كمال الاحترام ومن شعرها الرشيق قولها بالفارسية: مصوريست كه صورة ز آب ميسازد * ز ذره ذره ء خاك آفتاب ميسازد جهان خانم زوجة الشاه إسماعيل الصفوي كانت تنظم الشعر الفارسي حكى صاحب كتاب خيرات حسان انها أنشدت الشاه إسماعيل هذا البيت:
تو بادشاه جهاني ز دست مده * كه بادشاه جهان را جهان بكار آيد وتعريبه أنت ملك جهان - اي الدنيا - فلا تترك جهان من يدك فان جهان هي التي تفيد ملك جهان.
وكان له زوجة أخرى اسمها حياة خانم كانت حاضرة في ذلك المجلس فلما سمعت هذا الشعر قالت:
ترك جهان بكن تا ز حياة برخري * هر كه غم جهان خورد كي ز حياة بير خورد وتعريبه: اترك الدنيا لتلتذ بالحياة فكل من اغتم بالدنيا لم يلتذ بالحياة وفي رواية أخرى ان جهان أنشدت:
تو باد شاه خهاني * تو ارجهان بايد وتعريبه: أنت ملك جهان اي ملك الدنيا فينبغي أن تكون لك جهان فأنشدت حياة:
اكر حياة نباشد * بجهان شكار آيد وتعريبه: إذا لم تكن حياة فما ذا تفيد جهان (اي الدنيا).
جهان خانم بنت الأمير محمد قاسم خان ابن سليمان خان اعتضاد الدولة القاجاري وزوجة محمد شاه القاجاري وأم ناصر الدين شاه توفيت يوم الاثنين 6 ربيع الثاني سنة 1290 وابنها ناصر الدين شاه يومئذ في أوروبا ودفنت في قم بجوار قبر فاطمة ابنة الإمام الكاظم المعروفة بمعصومة قم.
في كتاب خيرات حسان ما تعريبه: أمها بنت السلطان فتح علي شاه القاجاري وأخت حسين علي ميرزا فرمانفرما وحسن علي ميرزا شجاع السلطنة لأمهما. كان دأبها بذل العطايا وإعانة الملهوفين وتأمين الخائفين وحماية الضعفاء ورعاية الرعايا وكانت ذات رأي صائب وفكر ثاقب وعقل وافر وذوق سليم وطبع مستقيم واستعداد جامع وحذق مفرط ومعرفة