وحكمي بكاء الدهر فيما ينوبني * وحكم لبيد فيه حول محرم (1) وما نحن الا وائل مهلهل * صفاء والا مالك ومتمم (2) واني وإياه لعين وأختها * واني وإياه لكف ومعصم تهين علينا الحرب نفسا عزيزة * إذا عاضنا عنها الثناء المتمم وندعو كريما من يجود بماله * ومن جاد بالنفس النفيسة أكرم وما الأسر غرم والبلاء محمد * وما النصر غنم والفرار مذمم لعمري لقد أعذرت لو أن مسعدا * وأقدمت لو أن الكتائب تقدم وما عابك ابن السابقين إلى العلى * تأخر أقوام وأنت مقدم دعوت خلوفا حين تختلف القنا * وناديت صما عنك حين تصمم إذا لم يكن ينجي الفرار من الردى * على حالة فالصبر أحجى وأحزم وما لك لا تلقى بمهجتك القنا * وأنت من القوم الذين هم هم ونحن أناس لا تزال سراتنا * لها مشرب مر المذاق ومطعم لعا يا أخي لأمسك السوء انه * هو الدهر في حاليه بؤسى وانعم وما ساءني اني مكانك عانيا * أسلم نفسي للاسار وتسلم طلبتك حين لم أجد لي مطلبا * وأقدمت حتى قل من يتقدم وما قعدت بي عن لحاقك همة * ولكن قضاء فاتني فيك مبرم فان جل هذا الامر فالله فوقه * وان عظم المطلوب فالله أعظم ولو انني وفيت رزءك حقه * لما خط لي كف ولا قال لي فم المراسلة بينه وبين جابر ابن ناصر الدولة كتب إلى أبي المرجى جابر بن ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان من ابيات:
لو لم تقلدني الليالي منة * الا مودته إذن لكفاها جربت منه خلائقا وطرائقا * لا يطلب الأخ من أخيه سواها فإذا تخيرت الجماعة كلها * امسى وأصبح شيخها وفتاها اثني الضلوع على جوى وشفاؤها * اني أفاوضك الحديث شفاها على الزمان يعود وقتا عله * وعسى الليالي ان تديل عساها المراسلة بينه وبين القاضي أبي الحصين الرقي كتب إلى القاضي أبي الحصين علي بن عبد الملك الرقي القاضي قاضي سيف الدولة بحلب وقد عزم على المسير إلى الرقة من ابيات أولها:
يا طول شوقي ان كان الرحيل غدا * لا فرق الله فيما بيننا ابدا يا من أصافيه في قرب وفي بعد * ومن أخالصه ان غاب أو شهدا راع الفراق فؤادا كنت تؤنسه * وذر بين الجفون الدمع والسهدا لا يبعد الله شخصا لا أرى انسا * ولا تطيب لي الدنيا إذا بعدا أضحى وأضحيت في سر وفي علن * أعده والدا إذ عدني ولدا ما زال ينظر في البر مجتهدا * فضلا وانظم فيه الشعر مجتهدا حتى اعترفت وعزتني فضائله * وفات سبقا وحاز الفضل منفردا ان قصر الجهد عن ادراك غايته * فاعذر الناس من أعطاك ما وجدا فاجابه القاضي أبو حصين بقصيدة أولها:
الحمد لله حمدا دائما ابدا * أعطاني الدهر ما لم يعطه أحدا إن كان ما قيل من سير الركاب غدا * حقا فاني أرى وشك الحمام غدا لولا الأمير وأن الفضل مبدأه * منه لقلت بان الفضل منك بدا دام البقاء له ما شاء مقتدرا * يمضي أوامره ان حل أو عقدا يذل أعداءه عزا ويرفع من * والاه فضلا ويبقى للملا ابدا وانشد القاضي أبو حصين أبا فراس شعرا فاستحسنه وأنشده أبو فراس شعرا فاستجاده فقال أبو فراس:
من بحر شعرك اغترف * وبفضل علمك اعترف أنشدتني فكأنما * شققت عن در صدف شعرا إذا ما قسته * بجميع أشعار السلف قصرن دون مداه * تقصير الحروف عن الألف فاخر القاضي الجواب فكتب اليه أبو فراس:
ويد براها الدهر غير ذميمة * تمحو إساءته إلي وتغفر اهدى إلي مودة من صاحب * تزكو المودة في ثراه وتثمر علقت يدي منه بعلق مضنة * مما يصان على الزمان ويذخر لكنني من بعض امر عاتب * والحر يحتمل الصديق ويصبر وإذا وجدت على الصديق شكوته * سرا اليه وفي المحافل أشكر ما بال شعري لا يرد جوابه * سبحان عندك بأقل لا اعذر وكتب القاضي أبو الحصين إلى أبي فراس:
آليت اني ما حييت * رهين شكر الحارث فإذا المنية أشرفت * أورثت ذلك وارثي من بعد سيدنا الأمير * وليس ذاك لثالث قال أبو فراس فما أمكنني ان آتي على هذه القافية بشعر أرضاه فأجبته على غيرها وقد عارضته إلى بالس ليكون الاجتماع بها فقلت:
لئن جمعتنا غدوة ارض بالس * فان لها عندي يدا لا أضيعها أحب بلاد الله ارض تحلها * إلي ودار تحتويك ربوعها أفي كل يوم رحلة بعد رحلة * تجرع نفسي حسرة وتروعها فلي ابدا قلب كثير نزاعه * ولي ابدا نفس قليل نزوعها فان تدنني الأيام منك فإنما * أبيح لنفسي خصبها وربيعها وان عاق امر لم أجد غير نطفة * من الصبر أعصي حسرتي وأطيعها ولا زلت في الحالين لابس نعمة * تطيب مجانيها وتزكو فروعها رعى الله ما بيني وبينك انها * علائق حب لا يرام منيعها وكتب إلى القاضي أبي حصين من الأسر جوابا:
كيف السبيل إلى طيف يزاوره * والنوم في جملة الأحباب هاجره انا الذي ان صبا أو شفه غزل * فللعفاف وللتقوى مآزره ما بال ليلي لا تسري كواكبه * وطيف عزة لا يعتاد زائره يا ساهرا لعبت أيدي الفراق به * فالصبر خاذله والدمع ناصره ان الحبيب الذي هام الفؤاد به * ينام عن طول ليل أنت ساهره ما انس لا انس يوم البين موقفنا * والشوق ينهى البكا عني ويأمره