إذا طئ لم تطو منشور بأسها * فانف الذي يهدي لها السخط جادع (1) هي السم ما تنفك في كل بلدة * تسيل به أرماحهم وهو ناقع أصارت لهم ارض العدو قطائعا * نفوس لحد المرهفات قطائع بكل فتى ما شاب من روع وقعة * ولكنه قد شبن منه الوقائع إذا ما أغاروا فاحتووا مال معشر * أغارت عليه فاحتوته الصنائع فتعطي الذي تعطيهم الخيل والقنى * اكف لارث المكرمات مراتع هم قوموا درء الشآم وأيقضوا * بنجد عيون الحرب وهي هواجع يمدون بالبيض القواطع ايديا * وهن سواء والسيوف القواطع إذا أسروا لم يأسر البغي عفوهم * ولم يمس عان فيهم وهو كانع إذا أطلقوا عنه جوامع غلة * تيقن ان المن أيضا جوامع وان صارعوا عن مفخر قام دونهم * وخلفهم بالجد جد مصارع وإذا افتخر أبو تمام بجود قومه وبشجاعتهم فحق له ذلك اما ان يفتخر بالجود وهو شاعر يستجدي بشعره ويفتخر بالشجاعة فيقول.
محرمة اكفال خيلي على القنا * محللة لباتها والقلائد ويقول:
حرام على أرماحنا طعن مدبر * وتندق بأسا في الصدور صدورها فما أبعده عن ذلك. وقال يفتخر ويذم مقامه بمصر.
متى ترعى لقلبك أو تنيب * وخدناه الكآبة والنحيب وما يبقى على إدمان هذا * ولا هاتي العيون ولا القلوب وكم عدوية من سبي عمرو * لها حسب إذا انتسبت حسيب لها من طئ أم حصان * نجيبة معشر وأب نجيب تمنى ان يعود لها حبيب * منى شططا وأين لها حبيب ولو بصرت به لرأت جريضا * بماء الدهر حليته الشحوب كنصل السيف عرى من كساه * وفلت من مضاربه الخطوب فأصبح حيث لا تقع لصاد * ولا نشب يلوذ به حريب بمصر وأي مأربة بمصر * وقد شعبت أكابرها شعوب الفخر والحماسة قال في قومه من قصيدة:
قوم تراهم حين يطرق حادث * يسمون للخطب الجليل فيطرق ما زال في جرم بن عمرو منهم * مفتاح باب للندى لا يغلق ما أنشئت للمكرمات سحابة * الا ومن أيديهم تتدفق انظر فحيث ترى السيوف لوامعا * أبدا ففوق رؤوسهم تتألق شوس إذا خفقت عقاب لوائهم * ظلت قلوب الموت منهم نخفق وقال وهو يشبه نفس العرب الأولى وطريقتهم في الشعر:
يومي من الدهر مثل الدهر مشتهر * عزما وحزما وساعي منه كالحقب لا يطرد الهم الا الهم من رجل * مقلقل لبنات القفرة النجب ماض إذا الهمم التفت رأيت له * بوخدهن استطالات على النوب وقال:
وكهول كهلان وحيا حمير * كالسيل قدامي معا وورائي فأولئك أعمامي الذين تعمموا * بالمكرمات وهذه آبائي وقال يذكر نفسه بالصبر:
إذا أناخ علي الدهر كلكله * قراه صبرا وعزما مني الكرم وان علتني من أزماته ظلم * صبرت نفسي حتى تكشف الظلم المديح في خاص الخاص للثعالبي: سئل أبو تمام عن أمدح بيت له فقال قولي:
لو أن اجماعنا في فضل سؤدده * في الدين لم يختلف في الأمة اثنان قيل ثم ما ذا قال قولي:
فلو صورت نفسك لم تزدها * على ما فيك من كرم الطباع ويقال بل قوله:
تعود بسط الكف حتى لو أنه * ثناها لقبض لم تحبه أنامله ولو لم يكن في كفه غير روحه * لجاد بها فليتق الله سائله ومن محاسن شعره في المديح قوله:
إذا القصائد كانت من مدائحهم * يوما فأنت لعمري من مدائحها وقوله:
يا طالبا مسعاهم لتنالها * هيهات منك غبار ذاك الموكب أنت المعنى بالغواني تبتغي * أقصى مودتها برأس أشيب شعره في أهل البيت عليهم السلام قد عرفت في صدر الترجمة قول ابن الغضائري انه رأى نسخة عتيقة كتبت في أيامه أو قريبا منها وفيها قصيدة يذكر فيها الأئمة حتى انتهى إلى أبي جعفر الثاني الذي توفي في أيامه (اه) وقد أورد له ابن شهرآشوب في المناقب قصيدة يذكر فيها الأئمة الاثني عشر حتى انتهى إلى الإمام المهدي عليهم السلام والظاهر أنه ذكر فيها ما بعد أبي جعفر الثاني وان لم يدرك أيامهم لكونه كان معتقدا امامتهم بما ثبت من الآثار المروية في الاثني عشر عليهم السلام قال ابن شهرآشوب: فصل في الاشعار فيهم. لأبي تمام.
ربي الله والأمين نبيي * صفوة الله والوصي إمامي (2) ثم سبطا محمد تالياه (ثالثاه) * وعلي وباقر العلم حامي والتقي الزكي جعفر الطيب مأوى المعتر والمعتام ثم موسى ثم الرضا علم الفضل * الذي طال سائر الأعلام والمصفى محمد بن علي * والمعرى من كل سوء وذام والزكي الامام مع نجله (ثم ابنه) * القائم مولى الأنام نور الظلام أبرزت منه رأفة الله بالناس * لترك الظلام بدر التمام فرع صدق نما إلى الرتبة القصوى * وفرع النبي لا شك نامي فهو ماض على البديهة بالفيصل * من رأي هبرزي همام عالم بالأمور غارت فلم تنجم * وما ذا يكون في الإنجام هؤلاء الأولى أقام بهم حجته ذو الجلال والاكرام وقال يمدح أمير المؤمنين عليا عليه السلام ويحتج لامامته ويمدح بقية أهل البيت عليهم السلام من قصيدة أولها:
أظبية حيث استنت الكثب العفر * رويدك لا يغتالك اللوم والزجر يقول فيها:
ودهر أساء الصنع حتى كأنما * يقضي نذورا في مساءتي الدهر